كل المؤشرات توحي داخل جماعة العدل والإحسان أن الأخيرة انخرطت قبل شهور عن وفاة ياسين، في إعادة بنائها التنظيمي كما رسم توجه مرشدها الروحي، وسبق أن ساد نقاش ساخن داخل الهياكل القيادية للجماعة حول سبل تطوير بنائها التنظيمي، وكان ذلك، كما أكدت ذلك مصادر مسؤولة ل"كود"، إبان حراك الشارع المغربي، الذي، تؤكد المصادر ذاتها، أن الجماعة استفادت منه كثيرا من حيث انفتاحها على المجتمع و إعادة ترميم إطارها التنظيمي، ويسود نقاش اليوم، له صلة بالسابق، حول مأسسة العلاقات بين أجهزة الجماعة للخروج من طابعها العمودي الذي كان سائدا من قبل إلى تدبير أفقي للقرار ، من خلال تكريس شرعية انتخاب المرشد العام المقبل مع التراجع عن شرط السن، ولعل الخرجة الإعلامية الأخيرة للشيخ العبادي كانت كافية لتميط اللثام عن سعي الجماعة إلى الخروج من تيمة "المرشح الأكبر سنا" في مجلس الإرشاد لتولي مهمة المرشد العام مؤقتا، كما اعتبر حسن بناجح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في حديث ل "العربية نت"، أن جماعته تشتغل وفق عمل مؤسساتي يقوم على مبدأ الشورى والإدارة الجماعية، وأنها تقوم بتطوير أجهزتها التنظيمية دوريا كل خمس سنوات. وسبق لعبد السلام ياسين نفسه،أن طرح قيد حياته في لقاء داخلي للجماعة سؤال الاستخلاف ولعله السؤال الذي كان يتحاشى طرحه محيطه الضيق،رغم أنه كان مطروحا بإلحاح، بمعنى آخر أن ياسين دفع باتجاه فتح النقاش حول ماسسة العلاقات داخل الجماعة قبل رحيله بشهور، في أفق انخراطها الفعلي في العمل السياسي، وهو مشوار، تؤكد مصادر، أنه لن يكون سهلا ، خاصة أن إصرار جيل المؤسسين على الحفاظ على الطابع "الروحاني" للجماعة يتعارض مع فن الممكن في السياسة.