التأريخ لمسار السينما الهندية وتطورها لايمر بالضرورة وكما هو الأمر مع باقي سينمات العالم بمحطات أو انجازات تاريخية معينة ، اللهم اللحظات التاريخية الأولى لظهور هذه السينما و أساسا منها اللحظة المتمثلة في انجاز اول شريط روائي هندي بعنوان " راجا هاتشندرا " للمخرج الرائد " دادا صاحب فالك " سنة 2013 التأريخ عند النقاد و المؤرخين الهنود أصبح و بشكل مفارق منذ نهاية سنوات العشرينات وبداية سنوات الثلاثينات من القرن الماضي تاريخ نجوم ، نجوم التمثيل طبعا ، وهي السنوات التي عرفت بروز ظاهرة النجم السينمائي الذي هيمن على المشهد السينمائي الهندي التجاري ، حيث اصبح منذ ذلك الوقت و الى يومنا هذا ، لايصنع فيلم في الهند دون سحره وسطوته وحضوره واستثمار شعبيته الطاغية ... الجميع ، سواء داخل شبه القارة الهندية أو خارجها ، يعرف جيدا أسماء ممثلين لامعين في دنيا الفن السابع بشبه القارة الهندية من قبيل "كيشوركومار" و "ديليب كومار" و " نرجس " و"ديف اناند" و "راج كبور" و "راجيش خانا" " و شارميلا طاغور " و "دهار مندرا" و " هيما ماليني " و " اميتاب باتشان" و " شبانا عزمي " و " راجني كانط " و " سريديفي " و "شاه روخ خان" و كاجول " .... وغيرهم كثير، لكن قلة قليلة من الناس من يعرف أسماء صانعي هؤلاء النجوم... ، حيث لا نجد إلا أسماء معدودة من المنتجين والمخرجين من استطاعت أن تنفلت من شرنقة هذا الحصارالنقدي والإعلامي وتصبح بفضل انجازاتها و أفلامها معروفة و مشهورة ، نذكر هنا حالة بعض المخرجين والمنتجين الكبار، كالمخرج الشهير "محبوب خان" صاحب الشريط الظاهرة INDIA MOTHER ( الأم الهندية ) والمخرج "خواجا عباس" الذي أطلق نجومية "اميتاب باتشان" في فيلم Zanjeer ( سلسلة ). و"راميش سيبي" موقع الفيلم الأشهر Sholay ( شعلة ) و " كاران جوهر " الذي اقترنت أفلامه بنجم النجوم " شاه روخان " خاصة فيلم My name is Khan ( اسمي خان ) و قبلهم جميعا المخرج والمنتج الأشهر "ياش شوبرا" الذي ظل اسمه مرادفا للنجاحات والإنجازات الكبرى ، منذ بداياته الإبداعية خلال سنوات الخمسينات من القرن الماضي وحتى لحظة وفاته يوم 21 أكتوبر 2012 حيث كان يستعد لإطلاق فيلم جديد من انتاجه و إخراجه تحت عنوان jab tak hain jaan ( حتى النفس الاخير ) ، لكن الموت لم يمهله فنزل الفيلم للسوق التجارية الهندية بعد العرض ماقبل الأول بمومباي يوم 13 نونبر 2012 ، وهوالشريط الذي قررت مؤسسة مهرجان الفيلم الدولي بمراكش تقديم عرضه العالمي الأول ، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان الذي ينعقد بمدينة مراكش ، في الفترة الممتدة مابين 30 نونبر و 8 دجنبر 2012 ، في اطار احتفاء عام بمائوية السينما الهندية و تكريم تأبيني خاص لهذا المخرج و المنتج الرائد ، الذي سبق تكريمه سنة 2005 خلال الدورة الخامسة من نفس المهرجان بالمدينة الحمراء كتحية لعطاءاته اللامتناهية ودوره الكبير في تكريس سينما هندية مختلفة تجمع الرومانسي بالواقعي و تنتصر لقيم الحب و التسامح 1. ياش شوبرا : المخرج الأكثر إلتصاقا بالواقع دون أن يكون واقعيا
نجاحات " ياش شوبرا " تعود بالأساس إلى كونه المخرج السينمائي الهندي الوحيد تقريبا الذي استطاع أن يتحرك عبر الزمن وأن يفهم آليات الإنتاج و الإبداع في عالم فني متغير وسط استوديوهات وصراعات تجارية لاترحم ، وينحت لنفسه مكانة سينمائية رفيعة ماضيا وحاضرا ، حيث وقف إلى جانب المنتجين المخرجين الكبار ك "محبوب خان" و"بيمال روي" في الستينات و "راميش سيبي" و"خواجا عباس" و "نازر حسين" في السبعينات والثمانينات ، مثلما ظل واقفا وهو في سن متقدمة إلى جانب المخرجين الشباب " ككاران جوهر" و "نيخيل ادفاني" و " سنجاي ليلا بهانسالي" و "شهد علي سيغهال" وغيرهم كثير ، مسيرة امتدت منذ سنة 1959، سنة توقيعه لأول شريط من اخراجه بعنوان Dhol ka phol ( زهرة الغبار) وحتى انجازه الشريط الأخيرJab tak hai ( حتى النفس الأخير ) سنة 2012 ، السر يكمن حسب النقاد والمهتمين في كون ياش شوبرا استطاع أن يصنع أفلاما تنتمي لخانات سينمائية مختلفة برؤى فنية متقاطعة بل وأحيانا متناقضة تواكب روح المراحل التي أنتجت فيها ، والأكثر من ذلك ، قدمها في قوالب ابداعية جميلة مؤطرة بفضاءات حالمة بغض النظر عن نوعيتها، رومانسية وردية كانت أو موغلة في الواقعية ، مشفوعة في كثير من الأحيان بموسيقى نابعة من أعماق التراث الهندي الأصيل وأغاني مؤداة بأصوات سادة الغناء في الهند، بدءا من "محمد رفيع" و "لاتا مونجشكار" مرورا "بموكيش" و" كيشور كومار" و "اشا بهوسل" وصولا إلى " مانا داي " و "سامي عدنان" و " آ.ر.رحمان " ، فلا غرابة أن اعتبر من بين أفضل المخرجين اللذين وظفوا الموسيقى والاغاني في الفيلم الهندي بشكل رفيع ، من هنا جاء اللقب الذي اطلق عليه ، ملك الرومانسية . رغم الرومانسية الظاهرة في اعماله بقوة ، فقد ظل " ياش شوبرا " ملتصقا بالواقع منتصرا له دون أن يكون واقعيا ، وربما هذا ينسجم مع الطرح الذي ذهب إليه الناقدين الهنديين "اريك بارمو و كريشنا سوامي" بصدد خصوصيات الإنتاجات السينمائية الهندية بقولهما : لقد وصفت الأفلام الهندية على أنها أفلام تسلية خالصة لكن هذا الوصف يبتعد عن الواقع، لقد قدمت هذه الأفلام لبلد تميز بتوتر عميق بين الثورة والفقر، القديم والجديد، الأمل والخوف، وكان التوتر هو المادة الأساسية للفيلم ولم تكن صوره وأصواته سوى أداة للعزف عليه بذكاء أحيانا أخرى" 1 ، حضور الواقعية لم تسقط على ياش صفة العاطفية يقول : " إنني جد عاطفي ، ابكي بسهولة عندما أشاهد أفلاما مصنوعة بعناية من طرف مخرجين آخرين" 2. عاطفة صادقة غامرة اكد عليها أمام الآلاف من الجماهير المغربية بساحة جامع الفنا بمراكش لحظة تكريمه سنة 2005 ، حيث دمعت عيناه فرحا و عشقا ، خاصة عندما غنت له زوجته بالمناسبة مقطعا غنائيا من أغانيه المفضلة المستوحاة من شريط " فير زارا " ورددها الحضور المراكشي معها بصوت واحد موحد 2 نجاحات الإنتاج والإخراج
بدأ "ياش شوبرا" حياته المهنية السينمائية مع المخرج " أ.س. جوهار" قبل أن ينتقل للإشتغال مع أخيه المخرج والمنتج " ب . ر . شوبرا " ، بداية تعلم فيها أبجديات الإخراج ومتاهات الإنتاج ، قبل أن يوقع على أول أفلامه الروائية السينمائية كمخرج سنة 1959 مع فيلمDhaalka phool " زهرة الغبار " ميلودراما انسانية تتمحور حول الامومة و التناغم الأسري و الطائفي مع التركيز على ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم في مجتمع محافظ لايرحم ... ، سنة 1961 سيعاود التجربة ويقدم فيلم Dharamputra " دهارامبوترا " ، فيلم ثان عزف على نغمة الوحدة الوطنية ورفض الطائفية مثلما ركز على قيم الحب والتلاحم من أجل هند واحدة موحدة متجاوزة أثار الانقسام الكارثي الذي حل بشبه القارة الهندية مع انفصال باكستان عن الوطن الأم ، ورغم عدم نجاح الفيلم جماهيريا فإن رسالته الإنسانية العميقة جعلت منه أحد كلاسيكيات السينما الهندية بل أنشودة وطنية أهلته للحصول على الميدالية الشرفية الذهبية للرئاسة الهندية وكرست شهرة النجم شاشي كابور كأحد أقوى نجوم الهند انذاك . تجربتة الثالثة جاءت سنة 1965 ضمن مسار فني محدد الملامح لا يبتعد عن الميلودرامات العائلية الحزينة المنتصرة للبكاء والعواطف الهشة بوجوه سينمائية قلما اجتمعت في فيلم هندي، وجوه من طينة سونيل دات و راج كومار و شاشي كابور وشارميلا طاغور و بلراج ساهني ... ، من خلال فيلم يحمل عنوان Waqt " وقت " ، فيلم أسال دموع المشاهدين وقتها واعتبرالفيلم الأكثر نجاحا في الهند وخارجها خلال منتصف سنوات الستينيات من القرن الماضي ، مثلما حاز به على جائزة أحسن مخرج من طرف مجلة "Film Fare" الهندية ، إضافة إلى عدة جوائز أخرى رفيعة ، بل أن شهرته وصلت للمغرب وحققت للفيلم الهندي مكاسب جماهيرية لدى الجمهور المغربي سنة 1969 سينجز " ياش " فيلم Aadmi Insaan "الإنسان والإنسانية" عمل حاول من خلاله استثمار نجاحات الفيلم السابق مع توظيف حشد من النجوم كدهارمندرا وفيروز خان و سايرا بانو وممتاز بقصة رومانسية حالمة تجمع صراع صديقين من أجل حب امرأة واحدة ، لكن هدف الذيوع و النجاح لم يتحققا إلا بشكل جد محدود جماهيريا ونقديا ، في نفس السنة سيوقع على تجربة غير مسبوقة في الكتابة السينمائية الهندية البوليودية التجارية المنتصرة دائما و ابدا لشباك التذاكر و للجمهور المستعد لذرف الدموع للترويح عن النفس ، حيث قدم شريط IteFaq " اتفاق " ، فيلم تشويقي بدون موسيقى أو اغاني من خلال قصة مستمدة من واقع الطبقات المسحوقة المثقلة بهموم متاعب الحياة اللامتناهية ، النقاد اعتبروه وقتها ، فيلما طلائعيا متقاطعا مع انجازات رواد السينما الطليعية كساتياجيت راي و مارينال سين و كاطاك ... الشريط حقق وبشكل غير منتظر نجاحا جماهيريا ونقديا في نفس الآن وحاز به على جائزة أحسن فيلم في المهرجان الوطني الهندي سنة 1970 بعد هذا النجاح الجماهيري والنقدي ، ابتعد "ياش" عن شركة أخيه ، ليؤسس مؤسسته الإنتاجية الخاصة "Yash Raj Film" التي حقق من خلالها سنة 1973 ، فيلمين تجاريين ناجحين هما : فيلم Joshila "حماسة" من بطولة النجمين ديف اناند و هيما ماليني ، عمل رومانسي مفارق للواقع كأغلب الافلام التجارية ، قصة سجين شاعر يقع في حب ابنة مدير السجن ويعيشان مغامرة غرامية داخل اسوار المعتقل ، فيلم أمتع الجمهور بأغانيه الحالمة ورقصاته التراثية الأصيلة ، وفيلم Daag ( الوصمة ) الذي سار به على نفس نهج الفيلم السابق في سرد حكاية ميلودرامية لحب يربط امرأتين سونيا و شاندني ، (هيما ماليني و راكهي كيلزار)، بسونيل كوهلي ، (راجيش خانا)، حب وانتقام و توابل غنائية قادته لتحقيق مكاسب مالية وشهادة جماهيرية اكدت على مكانته العالية في المشهد الصناعي السينمائي الهندي بعد كل هذه النجاحات كان لابد من التأكيد على العمق الإبداعي و القوة الإنتاجية لتجربته السينمائية ، محققا بشكل متواصل ثلاثة أفلام كبيرة فنيا وتجاريا هي Deewaar ( الجدار ) 1975، و Kabie Kabhie ( أحيانا ) 1976، و Trishul ( الرمح الثلاثي) 1978، افلام عصفت بنجوم الشاشة التقليديين اللذين هيمنوا لسنوات على المشهد السينمائي التجاري من امثال ديليب كومار و دهارمندرا وراجيش خانا وجيطندرا... و كرست في المقابل مكانة النجم "أميتاب أباتشان" كواحد من أعظم نجوم السينما بالهند ، وذلك لأدائه الرفيع وحضوره الطاغي في هذه الأفلام ، من خلال ثلاث شخصيات مختلفة لكنها متكاملة يجمعها التمرد والسخط العارم على المجتمع والناس بحيث أطلق بسببها عليه لقب الرجل الغاضب ، شخصيات كانت محور الأحداث في هذه الأفلام ، ف Deewaar( الجدار) يبقى الفيلم الهندي الأكثر شعبية والأكثر تحطيما للأرقام القياسية من حيث المداخيل وسر نجاحه يعود بالأساس لتوليفته التي جمعت بين قصتي فيلمين هنديين شهيرين هما Mother india (الأم الهندية ) و Ganga jamuna ( كنكا جامونا ) حيث نضال الأم من أجل أبنائها وتحديها للعراقيل والمصاعب إضافة إلى أنه يتضمن كل توابل الفيلم التجاري الهندي المتمثلة أساسا في صراع الأخ الطيب ( رافي ) مع أخيه الشرير ( فيجاي ) ، الى جانب معاناة الأم وصمودها في وجه أعاصير القدر، إضافة إلى الموسيقى الناجحة ، ربما انجح موسيقى ألفها المؤلفين الشهيرين سليم و جافيد فالأداء الباهر للنجم "أميتاب باشان" عمق من جماهيرية الفيلم من خلال أدائه لدور استحق عليه جائزة أحسن ممثل عن مجلة Film fare ( فيلم فير ) ، انسان عادي يتحول تحت اكراهات الواقع إلى منتقم من الأفراد والمجتمع فهو ضحية وقاضي، مظلوم وظالم، شخصية ( فيجاي ) في هذا الشريط ستتحول في فيلم Kabie Kabhie ( أحيانا ) الى شخص ( أميت ) أكثر سخطا و كرها للحب و العلاقات الإنسانية خاصة منها الغرامية ، بعد فشل قصة حبه العميقة مع ( بوجا ) زميلة الدراسة ، لكن رغم ذلك يبقى شخص حالم يحمل بين جوانحه مرارة الإخفاق في صمت ، يعيش في عزلة بعيدا عن الناس والمجتمع محاولا نسيان ماضيه كشاعر وعاشق فاشل، متزوج بإمرأة لا يجمعه بها إلا رابط الزواج، فهو ينسى أو يريد أن يتناسى معها همومه الماضية ، وهي تخفي بالعيش معه انكسارات الحياة التي جعلتها تفقد حبيبها في حادثة قبل الزواج تاركا إياها تواجه مصيرا غامضا بجنين في بطنها و ليفرض القدر عليها فيما بعد أن تتخلى عن رضيعتها لأناس غرباء دون أن تكشف سرها لأحد ( الفيلمين معا تمت دبلجتهما للدارجة المغربية من طرف المرحوم ابراهيم السايح ، الأول بعنوان " أموت من أجل أمي " و الثاني بعنوان " الحب هو الحياة " ) ، الشخصية الغاضبة التي بصمت قصة الفيلمين السابقين ستواصل حضورها في الفيلم الثالث Trishul ( الرمح الثلاثي )، فالإبن الغاضب ( فيجاي ) يحاول تدمير الأب الذي تخلى بكل خسة عن زوجته وأبنائه، بينما الأم تقف حجرة عثرة في وجه مخططات ابنها وتحاول بحكمتها وتسامحها إعادة جمع شمل عائلتها تواصلت نجاحات ياش شوبرا بشكل متفاوت مع أفلام KaalaPathar ( الحجر الأسود ) 1979، Silsila ( القضية ) 1981، Mashal ( مشعل) 1984، Faasle ( مسافات ) و Vijay( فيجاي ) 1988، ليأتي سنة 1988 الفيلم الغنائي الرومانسي الناجح تجاريا و اعلاميا "شاندني" Chandni ( شاندني ) ، بطولة نجمة سنوات الثمانينات و التسعينات "سريديفي" والممثل المعروف "ريشي كابور" متبوعا ب Lanche ( لحظات ) 1991 الفيلم الذي يعتبره النقاد أفضل فيلم في مسيرة ياش على مستوى الرؤية الإخراجية المتميزة بحساسية فنية مرهفة متجاوزة للخطوط التقنية الكلاسيكية في صنع الأفلام التجارية، نجاحات كان لابد أن تتخللها لحظات إخفاق تمثلت في فيلم Parampara ( العادة ) 1993، ليواجهها بعمل ناجح Darr (الخوف) 1993،الذي أكد من خلاله موهبة وقدرات الممثل النجم "شاه روخ خان" ولتتوسع قدرات هذا الممثل ويزداد شهرة مع الفيلم التالي لياش Dil To Pagol Hai ( القلب المجنون ) 1997 وهو شريط موسيقي راقص تتقاطع فيه الفنون التراثية الهندية مع الموسيقى الغربية العصرية بنجاح، موسيقى ورقص وغناء ومسرح في قالب سينمائي مؤطر برؤية فنية جميلة، جعلته هو الآخر يتصدر شباك التذاكر شهورا طويلة إلى جانب إنجازاته الكبيرة كمنتج و مخرج لأفلامه فإنه لم ينسى أن ينتج اشرطة لغيره من الطاقات الشابة ، كشهد علي وكونال كوهلي وشيميت أمين و خاصة ابنه اديتيا شوبرا الذي حقق له فيلمين كبيرين هما Dil Wale Dlhania Le Jaenge (صاحب القلب سيأخذ العروسة) 1995 و Mohabatein ( محبتين ) 2000 سنوات مرت دون أن يخرج اي فيلم ، اعتقد معها الكل أن ياش ركن إلى الراحة و الهدوء ، خاصة بعد أن حصل على الوسام الهندي الرفيع "داد صاحب فالك" ، عاد ليفاجئ الجميع بإنجاز قوي ، موقعا فيلما في غاية الروعة و الاناقة Veer Zaara ( فير زارا ) 2004 ، مستلهما ومازجا بشكل أصيل عجيب قصة "روميو وجولييت" و "مجنون ليلى" ، خالقا أسطورة حب جديدة هي قصة حب "فير" الهندي "لزارا " الباكستانية، حب مستحيل في ظل النزاع السياسي و العرقي الهنديالباكستاني ، خاصة وأن "فير" ضابط في السلاح الجوي الهندي و "زارا " ابنة مسؤول باكستاني رفيع يسعى إلى بناء مجده السياسي على مفاهيم الوطنية والتصدي لأعداء الوطن، فيلم هز الأوساط السينمائية في الهند وخارجها، حيث اختير لتمثيل الهند ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي في دورة 2005 مثلما اختير صاحبه "ياش" للتكريم في إطار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الخامسة واستقبل استقبال المشاهير الكبار بساحة جامع الفنا الشهيرة وسلمت له جائزة تكريمه بحضور جماهيري وإعلامي مغربي ودولي مكثف بعد ثماني سنوات ورغم المرض وثقل السنين قرر ياش أن يوقع على فيلم أخير بعنوان يحمل الكثير من الدلالات ، Jab Tak Hai Jaan (حتى آخر أنفاسي) 2012 ، عاود فيه سرد قصة حب هندية ممزوجة بمفاهيم الإغتراب و التمزق و الوطنية الصادقة ، تدور فصولها مابين الهند و انجلترا ، من خلال أداء رفيع لنجوم الشاشة ، جدد ومخضرمين ، كشاه روخان و كاترينا كيف و أنوبام خير و نجمي سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي ريشي كابور وزوجته نيتو سينغ "حتى أخر أنفاسي " ، وكما كتبت عنه الصحافة الهندية ، رسالة أخيرة من ياش لجمهوره وعشاق فنه وكل من اشتغل معه ، مفادها ان الإبداع رافقه وسيرافقه لغاية آخر لحظة في حياته ، حياة بدأت في اقليم البنجاب يوم 27 شتنبر 1932 و انتهت بمدينة مومباي يوم 21 اكتوبر 2012 ووجدت الإعتراف والحب و التقدير في الهند و خارجها خاصة بالمغرب و عاصمتها السياحية والسينمائية مراكش التي قال عنها في زيارته الأولى لها سنة 2005 " انها تذكرني ببلدي البنجاب " .