من المنتظر أن يتوجه الممثل الأسطوري أميتاب باشان والنجم شاروخان والمخضرم ريشي كابور أشهر نجوم سينما بوليوود٬ نهاية شهر نونبر الجاري إلى المغرب حيث ستكون السينما الهندية ضيف شرف الدورة الثانية عشر للمهرجان السينمائي الدولي للفيلم بمراكش. وقد أشادت الأوساط الفنية والإعلامية في الهند بهذا التكريم الذي سيحظى به الفن السابع الهندي من قبل مهرجان نجح في صنع مكانة هامة ضمن الأجندة المحدودة للمهرجانات السينمائية الكبرى في العالم. وقال المخرج والسيناريست والمنتج الهندي كاران جوهر " أن تحظى بتكريم في قبل مهرجان دولي شهير على المستوى الدولي يعد شرفا لمجموع أفراد أسرة السينما الهندية". ومن المقرر أن تكرم هذه الدورة المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ما بين 30 نونبر و8 دجنبر السينما الهندية٬ وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لانطلاقتها. ففي عام 1912 قام داداصهيب فالك٬ الذي يعد أب السينما الهندية٬ بإنجاز أول فيلم يحمل اسم "رشا اراشاندرا"٬ تم تقديمه السنة الموالية لوسائل الإعلام حيث سيحقق نجاحا شعبيا كبيرا . ومنذ ذلك الحين٬ مافتئت الصناعة السينمائية الهندية تعرف تطورا ملموسا لتصبح أضخم سينما في العالم بعدد الأفلام المصورة والمصدرة بنجاح إلى العديد من البلدان من بينها المغرب. ولم يسبق أن اجتمع مثل هؤلاء النجوم الكبار لبوليود مع الأسماء التي تصنع السينما الهندية اليوم في مهرجان دولي. ووصفت اليومية الهندية الواسعة الانتشار "هندوستان تايمز" باللحظة الاستثنائية النادرة توجه نصف بوليود إلى الوجهة نفسها: المغرب. فعلاوة على أميتاب باتشان وشاروخان٬ يتوقع حضور مشاهير بوليوود آخرين إلى مراكش كالممثلة نيتو كابور٬ والممثلة والمنتجة سريديفي٬ والمخرجين جوري شيندى٬ وزويا أختار٬ أنوراغ كاشياب٬ أشتوش جاواريكر وأنوراغ باسو ٬ وكذا الممثلين أرجان رامبال٬ بريانكا شوبرا٬ وكالكي كوشلين وإليانا دكروز. ويجدر التأكيد بأن الحب الذي يكنه المغاربة للسينما الهندية ليس وليد اليوم . حيث أنه رغم حاجز اللغة والاختلاف الثقافي فإن المغاربة كانوا على الدوام شغوفين بالإنتاجات السينمائية بشبه القارة ٬ ويبدون إعجابا كبيرا للممثلين والممثلات الهنود. ومنذ عام 2002٬ كان القائمون على مهرجان مراكش السينمائي الدولي على موعد مع هذا الشغف ٬ الذي يعكس العلاقات العميقة بين المغرب والسينما الهندية. ويستضيف المهرجان الدولي لمراكش كل عام شخصيات تمثل حيوية السينما الهندية٬ من قبيل أمير خان٬ أميتاب باشان٬ جايا باتشان٬ شاشي كابور٬ ايشواريا راي٬ ابهيشيك باتشان٬ نانديتا داس ونالين بان. وأبدى كاران جوهار٬ أحد المخرجين الشباب البارزين في السينما الهندية اليوم٬ "شعورا خاصا" لمشاركته في دورة هذا العام . وقال للصحافة الهندية "إن العديد من أفلامي حققت نجاحا كبيرا في المغرب"٬ مشيرا إلى أنه سيحضر إلى مراكش خصيصا لعرض فيلمه الروائي الطويل "كاجي 3" إلى جانب أميتاب وجايا باشان. ويعود الممثل والمنتج شاروخان الأكثر شعبية في الهند اليوم من جديد الى المغرب بعد عام من تكريمه بمهرجان مراكش الدولي ٬ حظي خلاله بترحاب كبير من قبل الجمهور. ووفق مقربين من شاروخان في مومباي عاصمة الصناعة السينمائية الهندية٬ من المنتظر أن يحضر خصيصا للعرض الأول بالمغرب لفيلمه الجديد "جاب تاك هاي جيان"٬ الذي تم عرضه فقط يوم الثلاثاء في الهند. ولهذا الفيلم وقع خاص في نفسه حيث يتعلق الأمر بآخر فيلم وقعه المنتج والمخرج الكبير ياش شوبرا ٬ الذي توفي قبل شهر عن سن تناهز 80 سنة. وكان هذا المخرج موقع العديد من الأفلام الناجحة في السينما الهندية ٬ والذي يطلق عليه لقب ملك الرومانسية٬ قد تم تكريمه هو الآخر في مراكش في عام 2005٬ جنبا إلى جنب مع أسماء كبيرة من السينما العالمية مثل الايراني عباس كياروستامي والامريكي مارتن سكورسيزي. ويعد منظمو دورة 2012 الجمهور ببرنامج غني في جميع أنحاء مراكش من خلال عروض يومية في الهواء الطلق بساحة جامع الفنا ٬ وعرض أفلام سينمائية هندية للمرة الأولى لإسعاد جمهور المدينة الحمراء وزوارها الذين ستتاح لهم الفرصة٬ مرة أخرى٬ لملاقاة ممثلين وممثلات طبعوا حياة أجيال من عشاق السينما.