يحتفي مهرجان مراكش الدولي للفيلم، في ثاني أيامه، بمئوية السينما الهندية، ضمن فعاليات دورته الثانية عشرة التي انطلقت أمس الجمعة، بحضور النجم الهندي الكبير "أميتاب باتشان" الذي يُلقبه المغاربة ب"الشاعر" الذي تفاعل مع الجمهور الذي أصر على تحيّته أثناء مروره على البساط الأحمر للمهرجان، أمس الجمعة، رغم الزخات المطرية التي هطلت على المدينة الحمراء، طيلة يوم أمس. ويحتضن قصر المؤتمرات بمراكش، مساء اليوم، حفل تكريم سينما "بوليود" إيذانا بانطلاق الاحتفالات بمئوية تأسيسها، بعد أن كان فيلم "راجا هاريشاندرا" الذي أنتج في سنة 1913 أول فيلم هندي صامت ينتج ب"بوليود" الهند. ويحضر أزيد من 33 فنانا ووجها سينمائيا من نجوم "بوليود" إلى هذا التكريم، يتقدمه النجم الأسطوري في الهند "أميتاب باتشان" وكذا صاحب الصيت الذائع الممثل والمخرج "شاه شاروخان"، مع تكريم وجوه بارزة ببصمتها في السينما الهندية، مثل المخرج والمنتج "ياش شوبرا" الذي حرصت مؤسسة المهرجان على عرض آخر أفلامه "حتى آخر أنفاسي" ضمن فقرات التكريم اعترافا بعطاءاته في مسار السينما الهندية. وأكد النجم الهندي "شاه روخان" ضمن ندوة صحافية، صباح اليوم السبت، أنه "سعيد بالحضور إلى المغرب الذي احتفى به السنة الماضية وكرمه، ليعود من جديد إلى هذا البلد الجميل الذي يُكرم سينما بلده الهند". من جهته اعتبر عرّاب السينما الهندية "أميتاب باتشان" أنه سعيد "بالتواجد بالمغرب من جديد، وسعيد أكثر بحفاوة المغاربة ومهرجانهم المُنظم" حسب وصفه. ووجد احتفال المغرب بسينما "بوليود" صدا كبيرا في الصحف الهندية الصادر أمس الجمعة، حيث كتبت اليومية الهندية "هندوستان تايمز" أن المغرب سيتحول إلى عاصمة السينما الهندية خلال المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الثانية عشرة"، وأضافت ذات الصحيفة الواسعة الانتشار بالهندي "أن مومباي ستحتل مكانتها كعاصمة للسينما الهندية بالمغرب الذي يستضيف عددا كبيرا من المخرجين والسينمائيين". ومعلوم أن السينما الهندية انطلقت مع بداية القرن الماضي، بعد أن كان أول فيلم أنتج في "بوليود" هو "راجا هاريشاندا" سنة 1913، والذي أنتجه "دادا ساهب فالكي"، مع تطور ملحوظ عرفته هذه السينما العريقة مع بداية ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تطور صناعة السينما الهندية بعد أن أصبحت تنتج أزيد من مائتي فيلم في السنة، مما جعل هذا التراكم يعود بالإيجاب على مستوى المضمون والصورة بعد أن أنتجت "بوليود" أول فيلم هندي مُلون سنة 1937 بعنوان "كيسان كانيا" الذي أخرجه "أردشير إيراني". وتطورت السينما الهندية بشكل كبير مع حلول خمسينيات القرن الماضي، وبروز الأفلام الرومنسية المصحوبة بالموسيقى التي اشتهرت بها سينما "بوليود" والرقص المُترف، مع التركيز على أفلام الميلودراما،التي برزت بشكل كبير مع ممثلين ناجحين في تلك الفترة مثل "كان ديف أناند" و"ديليب كومار" و"راج كابور" و"نوتانا ومادوبلا". وتوال هذا التطور حتى بداية التسعينيات، وبداية الألفية حينما تطورت السينما الهندية بشكل كبير لتدخل العالمية من أبوابها الواسعة بأفلام تجارية حققت أرقاما فلكية في المداخيل وزاحمت سينما "هوليود".