التقت " كود " مع مجموعة من مفطري شهر رمضان، واتصلت بآخرين، لملامسة جوانب من حياتهم اليومية التي تتغير مع حلول شهر رمضان، فالعادات والتقاليد والقوانين تجرم الإفطار العلني، مما يختم عليهم البحث المضني كل يوم عن ملاجئ تؤويهم لسد الرمق وتناول ما تيسر من الأطعمة التي يتغير طعمها وشكلها عن الأيام العادية. مصطفى تاجر في الأربعينات من عمره، يحكي ل " كود " مسيرة يومه في رمضان " أستفيق دائما على الساعة التاسعة صباحا وأقصد الثلاجة لتناول ما أصادفه بداخلها "، مصطفى من المدنين على التدخين ومرتبط بسيجارته التي قد تسبب رائحته مشاكل مع محيطه العائلي والجيران " السيجارة ضروري " يقول مصطفى، ثم يضيف "ألجأ لطابق بالمنزل مهجور أدخن فيه سيجارتي بعيدا عن المشاكل ". لكن مشكلة مصطفى اليومية كما نقلها ل " كود " مع الخبز " أنا المشكلة ديالي مع الخبر ما كيوجد فالمخبزات غير من بعد الساعة الثانية بعد الزوال "، كما تحدث ل " كود " عن معانته اليومية، عندما يكون بيت العائلة ممتلئا فيطر لامتطاء سيارته والتوجه نحو الطريق السيار لتناول وجبة غداء أو تدخين سيجارة.
شابة أخرى من أعضاء حركة " ما صايمينش " فضلت عدم ذكر اسمها قالت ل " كود " إنها تمارس التقية عندما تكون متواجدة في بيت العائلة، ولأنها تعيش في وسط محافظ تضطر للتظاهر بأنها صائمة لتفادي المشاكل، لكنها تعيش حرية الإفطار كما كشفت ذلك ل " كود " عندما تقضي يومها الرمضاني في بيت أصدقائها.
حياة أخرى لمفطر رمضان تنقلها " كود " عن زكرياء شاب في العشرينيات من عمره متزوج حديثا، قال ل " كود " " أعيش يومي بشكل عادي، وأتناول الوجبات اليومية في وقتها ". زكرياء لم يكن أحسن حالا عندما كان يعيش في بيت والديه " مني كنت فالبيت مع العائلة كان يومي متعب ودائما تحوم الشكوك حولي، وكثيرا ما تعرضت للمسائلة من طرف الوالدين خاصة الأب، هل أنا صائم أم مفطر ؟ وكنت أضطر للكف عن الأكل ولو سنحت لي الفرصة كي لا أبقى متفرجا وقت الإفطار عندما يؤذن لصلاة المغرب "، زكرياء مستقل الآن هو وزوجته التي تشاركه نفس الأفكار والقناعات.
هذا جزء من حياة بعض مفطري رمضان الذين تحدث إليه " كود "، وللإشارة فقد رفض العديد من المفطرين خاصة المعروفين في أوساط المجتمع لنشاطاتهم العامة، لما في ذلك من تهديد كما صرحوا ل " كود " على حياتهم الخاصة، في مجتمع يرفض ممارسة الحريات الفردية لأفراده. وقد حاولت " كود " نقل الأجواء الجماعية في أيام رمضان لنشطاء حركة " ما صايمينش " لكن تعذر ذلك نظرا للتهديدات التي تلقاها معظمهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وصلت حد التهديد بالتصفية الجسدية.