خصصت جريدة "لوماتان"، التي تكاد تكون الناطق الرسمي باسم القصر الملكي، افتتاحيتها ليوم أمس الخميس 12 أبريل لحكومة الإسلاميين ووزراء العدالة والتنمية بالخصوص. الافتتاحية الحدث تميزت بدفاعها الواضح والصريح عن الحكومة الملتحية ووزراء العدالة والتنمية بالخصوص. يلاحظ كاتب الافتتاحية إن عبد الإله بنكيران "يمارس صلاحياته" كرئيس للحكومة، ويربط علاقات "حضارية وهادئة" مع رئيس الدولة الملك محمد السادس. يسجل بعض الخرجات "القليلة" غير المحسوبة لوزراء العدالة والتنمية إلا أنه يقلل من شأنها ويعتبرها غير ذات أهمية. المثير في الموضوع أن الافتتاحية الصادرة في جريدة المخزن الأولى تنوه بأداء وزراء الحزب الإسلامي وتصفهم ب"النجوم الساطعة" في سماء الحكومة. تنويه تقرنه الجريدة بتقريع واضح لوزراء الاستقلال والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية "الذين يبدو وكأنهم غير سعداء بالانتماء لهاته الحكومة" كما تقول "لوماتان". في المقابل لا يتردد الوزراء الإسلاميون في "التلويح باستقالتهم من مناصبهم" بينما يتصرف الآخرون وكأنهم "مضطرون ليكونوا وزراء".
الوزير الإسلامي الوحيد الذي صرح علنا أنه سيتخلى عن منصبه إذا لم يتم منع إشهار ألعاب الحظ (يسميها بالقمار) في قنوات القطب العمومي هو مصطفى الخلفي، وزير الاتصال. الغريب في الأمر أن نفس الجريدة وفي نفس الصفحة والموقع خصصت افتتاحية تقريعية في حق الخلفي، لتشيد اليوم بسلوكه وربما سلوك وزراء آخرين هددوا بالاستقالة من مناصبهم كما يفهم من افتتاحية "لوماتان".
الافتتاحية الحدث تصدرأياما قليلة بعد تصريح مثير لامحند العنصر، وزير الداخلية، ينبه فيه إلى وجود "مناهضين للإصلاح" في "صلب مراكز القرار"، وينتقد فيه ما أسماه "تضييقا للحريات" يمارس حزب العدالة والتنمية في الحكومة والبرلمان. كما تصدر في وقت يعيش فيه الحزب الإسلامي أوقاتا صعبة بفعل تواتر التصريحات الشاردة لوزرائه خاصة تصريحات مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ضد السياح الأجانب الذين يزورون مراكش "لمعصية الله" كما قال.