منتصف نهار أمس الثلاثاء بالباحة المقابلة لمستودع الأموات بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء. إنزال أمني مكثف و حضور لمختلف الأجهزة السرية و العلنية. الباحة تعج بنشطاء من حركة 20 فبراير البيضاء و أعضاء جماعة العدل والإحسان مؤازرين بالمعطلين الذين رابطو طيلة مكوت رفاقهم المتأثرين بالحروق بالعناية المركزة. الساحة شهدت حضور الفنان أحمد سنوسي ( بزيز ). اختلطت الكلمات والأحاسيس لترتفع شعارات المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن الفاجعة والمنددة بتماطل الدولة في توفير ضروف العيش الكريم المتمثلة في ضمان حق الشغل.
لم ينس الحاضرون تحميل رئيس الحكومة عبد إله بن كيران مسؤولية الحادثة وأكرموه، كما واكبت "كود" ذلك، بشعار يلخص سخطهم '' بديتها يا ابن كيران ..محرقة فكل مكان ... قلت تقدي على البطالة .... عدا زادت المهزلة ... مهزالات النظام ... شي واكل أوشي جيعان ''.
في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال تسلمت زوجة عبد الوهاب زيدون - بدت صامدة متفهمة للوضعية. زيدون أحرق بعد أن أراد إنقاذ زميله الذي صب عليه البنزين أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية بالرباط فنقل إلى قسم الحروق بالبيضاء وتوفي صباح أمس الثلاثاء. لسيارة نقل الأموات نقلت الجثة إلى مدينة سلا تتقدمها سيارات الأمن لتفادي أي طارئ كما جاء على لسان أحد مسئولي ولاية الأمن بالدار البيضاء، و سيارة تقل قياديين من العدل والإحسان بالمدينة.
تساءل المارة عن الحدث ليكون الجواب الوحيد و الموحد '' إستشهد المعطل الذي أحرق من أجل قطعة خبز '' و صل الموكب الجنائزي حولي الساعة الخامسة مساءا إلى حي القرية المتواجد ضواحي مدينة سلاة . ليجد في استقباله عائلته و عدد مهيب تمثله مختلف التنسيقيات الوطنية للمعطلين بإضافة إلى إخوانه في الجماعة.
انتظر المشيعون أذان المغرب ليصلو عليه صلاة الجنازة بالساحة المقابلة للمقبرة و التي لم تتسع لأعداد الحاضرين وقد قدرت '' كود '' عددهم ب2500 . بعد صلاة حمل نعش عبد الوهاب زيدون على الأكتاف و انطلقت صيحات التكبير . صعبت وعورة تضاريس المقبرة و المسالك الضيقة في انعدام تام للإنارة من وصول النعش إلى قبره . ليدفن على الساعة السادسة و النصف مساءا ، ويستلم أحد الحاضرين للجنازة الكلمة بعد الدفن مذكرا بحيثيات الحادثة و الظروف التي قادت الهالك إلى اشتعال النار في جسده من أجل قطعت خبز للمعتصمين، و وجهت الكلمة المسؤولية عن الحادث لحزب العدالة والتنمية واصفا وعودها بالكاذبة.
لكن المثير في الأمر هو ردود فعل بعض المعطلين و التي عاينتها '' كود '' هؤلاء رفض تسييس القضية و أكدوا أن مطالبهم '' خبزية '' لا تتجاوز السقف الاجتماعي. وقد عرفت الجنازة مواكبة إعلامية لمختلف المنابر الإعلامية الوطنية و الأجنبية .
و لم تخل الجنازة من الإمضاء المغربي، إذ أن انعدام الإنارة و الأمن بمحيط المقبرة تسببا في محاولة سرقة تعرضت لها مراسلة قناة فرنسا 24، وقد أنقدتها صيحات الحاضرين ليفر اللص ويتمكن مطاردوه من الإمساك به