هناك من لم يعد يؤمن بعودة محمد بودريقة. ومن صار يشك في مسألة العودة. ومن لم يعد يصدق بإمكانية ذلك. وهناك من قرر أن يشطب على اسم محمد بودريقة. وأن يتخلى عنه. وأن يبحث عن بديل له. وهذا غير جيد. ويقترب من الكفر. لأنه ليس ضروريا أن يعود محمد بودريقة. وليس ضروريا أن يكون معنا. وبيننا. وإذا كان الواحد منا يؤمن حقا بعودته فهو الذي يجب أن يذهب إليه. أينما كان. ولو كان عالقا في الفضاء. و على نادي الرجاء البيضاوي أن يذهب إلى رئيسه. وعلى مقاطعة مرس السلطان. وحزب التجمع الوطني للأحرار. وكل من ينتظر محمد بودريقة. عليه أن يتوجه إليه. أينما كان. فهو الآن يتشافى. و الواجب. وأقل شيء يمكن القيام به. هو البحث عنه. والاطمئنان على صحته. لأن المفروض في المريض أن لا يعود. و علينا نحن كمغاربة أن نذهب إليه. ونزوره. ونطمئن على صحته. وعلى وزارة الداخلية أن تذهب إليه. بدل أن تحدد له مهلة كي يعود. وبدل أن تذكره بأنه منقطع عن العمل. ومن هم في حاجة إليه. ومن توقف عن خدمتهم. ما عليهم إلا أن يوجهوا نظرهم نحوه. وأن يتمنوا له الشفاء العاجل. على البرلمان بنوابه ولجانه أن يذهبوا إليه. على كل من ينتظره أن يؤمن بأنه حاضر بغيابه. وأنه في الطريق. وطريق بودريقة ليست ككل الطرق. ولندن التي أجرى فيها عملية جراحية قد لا تكون هي عاصمة إنجلترا المعروفة. وقلب بودريقة ليس أي قلب. وأخطر شيء يمكنه أن يحدث هو ضعف الإيمان. وهو الكفر بظهور بودريقة من جديد. وهو استبداله بشخص آخر. وهو اليأس من من إمكانية عودته. والمؤمن الحق هو ذلك الذي يمتلىء قلبه إيمانا بأن بودريقة عائد لا محالة. وبأنه يتشافى. وقد لا يعود اليوم. أو غدا. لكن علينا أن لا نفقد الأمل. علينا أن نحتفظ بكل مناصبه. علينا أن نحجزها له إلى أن يعود. على المستقبل أن يكون بودريقيا. و علينا أن نظل. و ننتظر. ولا نتعب من الانتظار وحتى لو لم يعد. فعلى المناصب أن تذهب إليه. وعلى المحكمة أن تنتظره. وعلى الأحكام أن تتوقف. وأن تخضع للتقادم. وعلى السياسة أن تتوقف. وكل المصالح. و إذا اقتربت الانتخابات. فما علينا إلا أن نؤجلها. في انتظار عودة بودريقة. على البلاد كلها أن تصدق أن بودريقة لم يبرأ بعد بما يكفي. فالرجاء تنتصر منذ أشهر في ظل غيابه. ومقاطعته مشتغلة. والأمن مستتب. وكل شيء يذهب إليه. دون حاجة منه إلى الحضور الجسدي. لان روحه حاضرة بقوة. ويكفي أن يطل علينا محمد بودريقة بين الفينة والأخرى من الفيسبوك. كي نطمئن. فهذا الرجل الغائب مؤمن بأن الكل معه. و الكل في صفه. وأنهم لن يخذلوه. ولذلك ظل يتشافى ويتشافى ويتشافى ويخرج من نقاهة ويدخل إلى أخرى. حتى تسرب الشك إلى من يؤمن بعودته. ثم تحول إلى كفر بواح. و الأصوب في حالة تأخره. أن يذهب كل من ينتظره إليه. وأن لا ييأس. وأن لا يدع الشيطان يوسوس له بأنه ليس مريضا. لأنه يوما ما سيعود محمد بودريقة ومهما تأخر ذلك اليوم. فهو آت لا محالة.