طبيعي جدا أن يحارَب المعطي منجب. طبيعي أن يتعرض للمضايقة من طرف المخزن. وللمتابعات. طبيعي أن يبحثوا له عن تهم. وعن أخطاء. وعن محاكمات. طبيعي أن يقولوا إنه متغيب عن العمل. فهذا الرجل نابغة زمانه. هذا الرجل يفضح المخزن. ويفضح الدولة. ويكشف للعالم حقيقتها. هذا الرجل يجب أن نوليه ما يستحق من الاهتمام. وقد أخبرنا في موقع كود أن كل هذه الضجة حول تعديل المدونة. وكل هذا النقاش. وكل هذه المجهودات المبذولة. "هي حيلة من النظام للدفع باليساريين للدخول في صراع مع الإسلاميين". كي لا يتقاربا. وكي لا يتوحدا معا لمناهضة التطبيع مع إسرائيل. وبذكاء المعطي منجب الحاد. و بخبرته كمؤرخ في ألاعيب المخزن. وحيله. جعلنا نعرف أن كل ما يقع هو من تدبير النظام. الذي يسعى لأن يجر اليسار واليمين إلى مجال الصراع حول القيم. كي يخلو له الجو. وكي لا يكون هناك أي تحالف. وأي انسجام. بين القوى الحية. وبين اليمين المتطرف. واليسار المتطرف. وأن الدولة تخشى من التقارب بين النهج و العدل والإحسان. و لذلك تم طرح تعديل المدونة. و عبئت الأحزاب التابعة للدولة لتقدم مقترحاتها. كي لا يقع أي تقارب. وكي لا يجد المخزن نفسه في مواجهة حزب النهج العظيم بجماهيره الشعبية التي تملأ بالكاد مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. ومعه جماعة العدل والإحسان. وأي نقاش. وأي كلمة. وأي محاولة لإنصاف المرأة المغربية. ولحماية البنات الصغيرات من الذين يناضلون كي يظل الزواج بهن مسموحا به. وكي تُشرعن البيدوفيليا. وكي يحميها القانون. وأي جدل. وأي موقف. هو في حقيقته. كما بين المعطي منجب. حيلة من النظام. لمنع أي تحالف بين اليمين المحافظ الإسلامي وبين اليسار. وليس هذا فحسب. ولا يتوقف ذكاء المعطي منجب عند هذا الحد. بل إنه اخترع استعمالا جديدا لحصان طروادة لم يخطر على بال الإغريق. ولا عال بال هوميروس. ولم يفكر فيه أبدا أوليس ملك إيثاكا. ولا الجنود الذين كانوا في جوف الحصان. ولا الطرواديون الذي لم يتوقعوا أن يخرج من الهدية الموجهة إلى الإلهة أثينا ذلك الجيش العرمرم. حيث قال المؤرخ الجهبذ. والمفكر. والأستاذ الكبير. "إن النظام يبحث عن فرس طروادة لدق إسفين بين اليسار واليمين". و لا شك أن المخزن الآن في حيرة من أمره. ويحاول مستعينا بأذنابه. ونخبته الفاسده. أن يفهم هذا الاستعمال غير المسبوق لحصان طروادة. وأن يحلله. كي يعرف ماذا يكمن خلفه. وماذا في جوف حصان المعطي منجب. وهل حصان طروادة هو نفس الحصان الأسطوري الذي ورد في الإلياذة. أم أنه حصان آخر. ومختلف. مِنْ صنع المعطي منجب. ومن إبداع عقله الخارق. عقله اليقظ. الذي لا تنطلي عليه أي حيلة. و يفاجئنا في كل مرة بتحليلاته العميقة. و بإحراجه للنظام. و لبنيته السرية التي يبدو أنها. ستضطر للخروج إلى العلن. و ستستسلم. بسبب ذكاء المعطي. وبسبب حصانه. و إسفينه. وبسبب تدخله في الأسطورة. وخلقه لأساطير جديدة. لم يسمع بها أحد من قبل.