من منا لم يعش أو يشهد على قصة واحدة على الأقل في حياته، خلال طفولته أو في المدرسة أو الحرم الجامعي، قصة المعاناة النفسية للأطفال نتاج تعدد الزوجات. هذا إذا لم يكن هو(هي) أبطال قصص صراعات العائلات مفككة بسبب قرار أحادي لأب صمم على أن يتزوج مثنى و ثلاث و رباع..تحت غطاء المباح في الشرع و بذريعة المسموح به بالقانون. من منا لم يرى صديقا أو صديقة أو قريبا أو جارا يعاني القهر النفسي بسبب أم جالسة في البيت تبكي الويلات من زوج لم تعد تكفيه الزوجة الأولى فعزف عنها و هجر الأسرة و الاولاد و تزوج الزوجة الثانية و كون أسرة ثانية و صارت الأسرة الأولى في خبر كان. م.ع رجل مغربي يحكي قصة طفولة مريرة عاشها في مدينة وجدة في كنف أسرة تتكون من 15 طفلا و طفلة نتيجة ثلاث زيجات "كانت أمي المرأة الثالثة و طلقها الواليد بعدما ولداتني و ضطرات تخليني مع با وعيالاتو الجوج" يصف م.ع طفولته "بالطفولة المهملة" و يتذكر منها فقط "إحساس الجوع" "كانو عيالات با مقابلين غير ولادهم و كانو كيخليوني بالجوع واخا كاينة الماكلة فالدار، كانو مقاتلات ديما بيناتهم و با كاع ما كنشوفوه فالدار". م.ع الذي عانى طفولة مريرة في فضاء متعدد الزوجات يصف الجو مشحون بالحقد و يكمل أن الزوجات الأمهات بدورهن قمن بغرز الضغينة في قلوب الأطفال من الأخ غير الشقيق أو الأخت غير الشقيقة، "كان الجو خايب فالدار و كبرنا ما كنحملوش بعضياتنا، أنا أكثر واحد مكيحملونيش حيت مي ماكيناش و كبرنا ما كنهضروش مع بعضياتنا، دابا كنتلاقاو كاع فالزنقة و مكنتسالموش و حتى واحد فيهم ما طفرو، أنا صوفيت غير حيت كانت جاتني فرصة و كنت مشيت برا". و هذه هي قصة من القصص العديدة التي نعرفها و نعيشها في المجتمع. تعدد الزوجات لا يخلق إلا أجيالا من الأفراد المهتزين نفسيا و له تبعات نفسية وخيمة على المجتمعات، ناهيك عن الأضرار الأخرى الناتجة عن مؤشرات النمو المرتبطة بمسألة حقوق المرأة و التي لا يستطيع المغرب إلى اليوم أن يصل فيها إلى معدلات مشرفة أو حتى معقولة بسبب القوانين التي لا ترقى إلى التطور الذي يعرفه العالم حاليا كزواج القاصرات و تعدد الزوجات و للذكر مثل نصيب الأنثيين. راه لا يعقل أننا في القرن الواحد و العشرين، عصر الذكاء الصناعي و التطور و نحن لازلنا كمجتمع مصرين على البقاء على ممارسات مهينة في حق المرأة كالسماح بتعدد الزوجات. لا يعقل أن المرأة لا زالت تصارع من أجل حقوق تجاوزتها الإنسانية بمراحل و صارت من البديهيات و ما يقوله لينا شي حد نخليو التعدد حيت إلى مرضات المرأة هادا مبرر موضوعي، لا أ سيدي راه إلى مرض الرجل لا يعتبر مبررا موضوعيا للسماح للمرأة بالزوج التاني و من البديهيات أن القانون خاصو يوفر نوع من المساواة بين المواطنين و نعاودو نأكدو على أن التحصيلات الضريبية ما كتعرف مرأة من رجل و كلشي كيخلص بحال بحال، إذن إلى الدولة ما كتعترفش بالإختلاف بين الرجل و المرأة في التحصيلات الضريبية اللي هي أصلا المحرك الأساسي للدولة، إذن خاصها توفر ترسانة قانونية كتعامل المرأة بحالها بحال الرجل. هاد مدونة الأسرة هي منعطف تاريخي ستتذكرنا به الأجيال و هو موعدنا التاريخي مع الحداثة و كننتاظرو من وزير العدل عبد اللطيف وهبي و رئيس النيابة العامة حسن الداكي و الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية عبد النبوي يكونو على موعد القطيعة مع الممارسات المهينة في حق المرأة حتى لو كانت 'مباحة' كما تم المنع و القطيعة مع العبودية و ما ملكت الأيمان بالرغم من أنها كانت أيضا 'مباحة'.