[email protected] هادي أيام قليلة خرج شي داعي كيسمي راسو "أبو عمار"، وكيقول باللي إضراب الأساتذة فيه خير حقاش التلاميذ رجعو يقراو القرآن فالمساجد. هاد التصريح جا فشي فيديو لهاد الداعية على موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك". وفهاد السياق، قال أحمد عصيد الكاتب والباحث الأمازيغي، في تصريح ل"كود"، بللي هاد الداعية وأمثالو هم نتاج مرحلة تم فيها تسويق إيديولوجيا دينية أجنبية عن البلد، ونشرها في أوساط الفئات الفقيرة والأحياء الشعبية بالمدن، حيث يؤدي التهميش إلى نوع من الشعور بالضياع لدى الأفراد، وكيسهل بالتالي استقطابهم وانسياقهم لخطابات التطرف. وكيشوف عصيد أن هاد الإيديولوجيا بقات منبوذة في البوادي حيث واجهها المجتمع بتقاليده الأصيلة ونمط تدينه المغربي التقليدي، وهي الآن تحاول اختراق البوادي عبر تحريم العادات والتقاليد والفنون الجميلة وقيم التسامح الفطرية المنتشرة في القبائل والدواوير. وأضاف: "بالنسبة لسوس كاينة عوامل عديدة أولها نجاح حزب العدالة والتنمية بأكادير وتارودانت وتزنيت وتوليه إدارة الشأن المحلي لمدة عشر سنوات عبر الجماعات التي نجح فيها، ولأن المدارس القرآنية العتيقة تمثل نمط تدين غير مرغوب فيه من طرف "الإخوان" والسلفيين، ولأنهم لا يستطيعون محاربة تلك المدارس علانية". كما أكد عصيد أنهم قاموا بمحاولات اختراق هاد المدارس، مستعينين بالتيار السلفي اللي كيضم عددا من أشباه الأميين اللي عندهوم القدرة على اختراق الأوساط الشعبية باستعمال اللسان الأمازيغي السوسي، ومن أهم المناورات للي دار حزب العدالة والتنمية مثلا استقدام مصطفى بنحمزة من وجدة إلى سوس وتمكينه من زيارة بعض المدارس القرآنية السوسية، في إشارة واضحة إلى رغبة التيار الإخواني في استقطاب هذه المدارس لصالحه". أما الدعاة السلفيون الذين يحاولون التأثير في العامة فبسبب جهلهم، يقول عصيد: "قرروا التهجم مباشرة على ثقافة المنطقة وتقاليدها العريقة وخاصة الفنون والمواسم، ولكن يبدو أنهم فشلوا فشلا ذريعا بسبب مواجهة الفنانين السوسيين لهم سواء عبر أغانيهم وقصائدهم أو عبر الخطاب المباشر". وفي رده على الخرجة للي دار داك "أبو عمار"، زاد عصيد قائلاً: "التصريح الأخير لأحد سفهاء السلفية بسوس يظهر مقدار الجهل الكبير الذي يتخبطون فيه عندما اعتبر أن إضراب الأساتذة وتوقف الدراسة شيء إيجابي لأنه يدفع بالأطفال إلى ارتياد المساجد". كما اعتبر عصيد أن هاد التصريح يظهر كراهية السلفيين للمدرسة العصرية التي يعتبرونها إطارا لنشر "علوم الكفار"، والمطلوب لمواجهة التطرف والجهل المركب هو تحسيس المجتمع المدني بالمنطقة والاستعانة بفقهاء سوس الحقيقيين الذين يعرفون قيمة التربية وقيمة العلم وقيمة الفنون الجميلة كذلك، ويقدرون ثقافة المنطقة وهويتها.