[email protected] من المنتظر ان تنطلق اليوم السبت الموافق لتاريخ 11 نونبر 2023، المظاهرة السنوية لجبهة البوليساريو، في العاصمة الإسبانية مدريد، في وقت حاولت فيه حشد الدعم لها من طرف الفاعلين السياسيين في إسبانيا، ووفرت فيه الجزائر الدعم المالي واللوجستي للقيام بإنزال من مختلف انحاء اوروبا وإسبانيا. ويقاطع زعماء الصف الأول في المشهد السياسي الإسباني على غير العادة المظاهرة السنوية لجبهة البوليساريو، حيث يغيب داعموها الذين سبق وإنتقدوا دعم الحكومة الإسبانية لمبادرة الحكم الذاتي كأساس وحيد لتسوية نزاع الصحراء، وإستعملوا نزاع الصحراء مطية في الإنتخابات البرلمانية الإسبانية، لاسيما قياديو الحزب الشعبي الإسباني، ومنهم ألبرتو نونيز فييخو، بالإضافة لترجبح غياب زعيمة "سومار" يولاندا دياز التي وقعت إتفاقا لتشكيل الحكومة مع زعيم حزب العمال الإشتراكي، بيدرو سانشيث، وإكتفاءها بإرسال ممثلين عن الإئتلاف على غرار تسلم سيدي المنحدرة من مخيمات تندوف. وتعد مقاطعة قياديي الصف الأول بالمشهد السياسي الإسباني للمظاهرة خيبة أمل لجبهة البوليساريو التي كانت تأمل في حضورهم للمظاهرة قصد الترويج لوجهة نظرها من نزاع الصحراء بشكل يلفت الإنتباه، لاسيما إنتباه الرأي العام الإسباني في سبيل الزج به في النزاع لمواصلة الضغط على الحكومة الإسبانية لتعديل موقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء. وتأتي مقاطعة زعماء الأحزاب السياسية الإسبانية ومن يدور في فلكهم في سياق تجسيد الأحزاب الإسبانية وقيادييها لمقاربة سياسية باتت معلنة يتعاطون من خلالها مع نزاع الصحراء بناء على المصلحة وإستثمار "تقرير المصير" في الحملات الإنتخابية للحصول على التأييد اللازم شعبيا بعيدا عن إعتماده كمحور في أساسي في سياساتها الخارجية، حيث تكتفي الحكومات المتعاقبة -عدا حكومة حزب العمال الإشتراكي- بالتخفي وراء دعم جهود الأممالمتحدة والمبعوثين الشخصيين.