سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضريف فحوار مع "كود": المغرب خصو يتخلى على رئاسة لجنة القدس.. وفلسطين خذلتنا فقضية الوحدة الترابية وفصائل المقاومة لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء من أجل إرضاء إيران (فيديو)
قال محمد ضريف، الباحث المغربي في قضايا الفكر والسياسة والحركات الإسلامية، :"على المغرب أن يتخلى عن رئاسة لجنة القدس منذ اتفاقية أوسلو سنة 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وهذا موقفي منذ مدة". وأضاف ضريف، في حوار مع "كود" سينشر قريبا، إن "بعد اتفاقية أوسلو وتشكيل سلطة الحكم الذاتي يجب أن ينتهي دور المغرب في رئاسة لجنة القدس وكذلك على اعتبار أن الفلسطينيين خذلونا في الوحدة الترابية". وشدد الباحث في الفكر والسياسة ورئيس حزب الديمقراطيين الجدد بالمغرب بالقول إن "موقفي من لجنة القدس قديم وغير مرتبط بما يقع حاليا في قطاع غزة. أنا كنت دائما أنظر إلى أن لجنة القدس هي ترضية للمغرب في وقت معين". ووضح ضريف موقفه بالنظر إلى مجموعة من الأحداث التاريخية، بالقول بأن "هاد الترضية الرمزية للملك الحسن الثاني برئاسة لجنة القدس كانت خلال مؤتمر التعاون الإسلامي الذي انعقد في المغرب في سنة 1979، جاءت في سياق وجود نظام ناصري مسيطر في العالم العربي (في مصر، سوريا..) خصوصا وأن جمال عبد الناصر المتزعم للقومية العربية كان يهدد دائما بالقضاء على الملكيات في العالم العربي، واتحدت هذه الملكيات ضد هذا التهديد (الجوقة التي انخرط فيها معمر القذافي)، هذا هو السياق". وبالعودة إلى التاريخ كذلك، يوضح ضريف:"أشير هنا أنه بعد نهاية 1970 توفي جمال عبد الناصر، وخلفه أنور السادات (ليسا ناصريا) وكان من الضباط الأحرار، وقرأ جيدا ما حدث في نكسة 1967 (لا يتحمل وزرها السادات بل جمال عبد الناصر) وحاول أن يقطع مع عبد الناصر، وتقرب إلى الدول المؤثرة في الخليج خصوصا السعودية". وبعد سقوط عبد الناصر، يقول ضريف "سيحتضن المغرب قمة الجامعة العربية سنة 1974 ويتم الاعتراف بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، بعدما كانت في حضن الدول الممانعة، وهذا ما قبله ياسر عرفات".
وتابع :"ياسر عرفات كان براغماتيا وقبل التنازلات وتحول من خطاب إيديولوجي فضفاض إلى التزام بنوع من الواقعية مع الملكيات والجمهوريات التي كانت توصف بالرجعة، وذلك قبل الحضور في قمة الرباط في 74، وعندما عقد المؤتمر الكل كان يدرك بأن الحسن الثاني له علاقات مع إسرائيل". وتابع: "لذلك أرادت عدد من الدول الإسلامية أن يحافظ المغرب على دور الوسيط ورد الاعتبار للملك والنظام المغربي، وهنا نتحدث في سياق لا تزال الجمهورية الإيرانية الإسلامية لم تكن موجودة آنذاك، لذلك عندما قبل الحسن الثاني رئاسة لجنة القدس كان يدرك بأنها نوع آخر من تقييد اختيار المغرب". وأضاف المتحدث: "في سنة 1979 وقعت الثورة الإسلامية في إيران، وبدأت إيران تريد تصدير الثورة إلى الدول العربية، ودخلنا في مرحلة من يمثل الأمة دينيا هل إمارة المؤمنين في المغرب أم ولاية الفقيه في إيران". وعاد ضريف ليوضح: "قبل أن يقبل الحسن الثاني برئاسة لجنة القدس لم يكن هذا المعطى، ولكن تحمل المسؤولية كذلك بعد الثورة الإيرانية، ورغم ذلك تحمل المغرب الكثير من الإهانات ويصفونها بالدولة المطبعة ولا يجب أن تترأس لجنة القدس. لكن الحسن الثاني ظل يعبر عن دعمه للقضية الفلسطينية". وقال ضريف: "في سنة 93 وقع الفلسطينيين اتفاقية أوسلو مع إسرائيل، وهنا كان ينبغي أن يتخلى الحسن الثاني عن رئاسة لجنة القدس. لأن الدول التي انتقدت حركة فتح ووصفوا الاتفاق بأنه استسلامي رد عليها الفلسطينيون بالقول هذا شأن يهمنا ولا دخل لكم فيها. والكل متفق على حل الدولتين. القدس الشرقية عاصمة للدولة التي بصدد تأسيسها". وأضاف: "مرت الأمور وتوفي الحسن الثاني، وأتى محمد السادس له موقف في قضية تدبير الجامعة العربية لهذا الملف وملفات أخرى من ضمنها ملف الصحراء الذي لم يكن للجامعة دور في ملف الصحراء"، موضحا: "بعد اتفاقية أوسلو وتشكيل سلطة الحكم الذاتي يجب أن ينتهي دور المغرب في رئاسة لجنة القدس وكذلك على اعتبار أن الفلسطينيين خذلونا في الوحدة الترابية". وشدد ضريف بأن "خطاب الملك كان واضح بخصوص القضية الصحراء وهي القضية الأولى للمغاربة، السياسة الخارجية المغربية تتحدد أساسا من موقف أي دولة من قضية الوحدة الترابية"، مضيفا: "أي دولة تناور في هذه القضية المغرب يتخذ موقفها منها". وأعطى ضريف أمثلة كثيرة على خذلان الفلسطينيين تجاه قضية الصحراء، من قبيل تصريح جبريل رجوب وزير الشباب والرياضة الفلسطيني من الجزائر الذي دعا فيه إلى استفتاء في الصحراء. وبخصوص الفصائل الفلسطينية، قال ضريف: "في جميع الحالات، أكثر الفصائل لم تعبر عن مساندة قضية الصحراء"، بل لها موقف معادي وتتهم المغرب بالصهيونية. وأشار ضريف إلى أنه سبق للمغرب أن احتج على استضافة ياسر عرفات لممثل ما يسمى بالجمهورية الوهمية العربية الصحراوية في وقت سابق، والمغرب يحدد موقفه من الدول وليس من الفصائل والأحزاب ولكن اليوم "نرى وزير فلسطيني يصدر موقفا ضدك". وزاد ضريف موضحا: "عندما يصدر موقف من وزير في دولة ضد الوحدة الترابية هنا يجب أن يتوقف المغرب". وتابع: "اليوم إيران تمول الفصائل الفلسطينية ولها لجان كثيرة حول القدس، والفصائل الفلسطينية هي مع إيران أكثر من المغرب"، مضيفا: "حتى في إسرائيل يقولون بأن الأماكن الدينية بالقدس موضوعة تحت وصاية الأسرة الهاشمية الأردنية، إذن ما هو دورنا نحن". إضافة إلى الموقف المعادي للوحدة الترابية من طرف جميع الفصائل، يؤكد ضريف بأن المغرب مع حل الدولتين. وأكد ضريف بأن "الفصائل الفلسطينية لا تعترف بمغربية الصحراء من أجل إرضاء ايران، لأن تمويلهم (خصوصا حماس والجهاد) يتلقونه من إيران". وأكثر من ذلك، يوضح ضريف: "حتى السفير الفلسطيني في الجزائر يحضر إلى أنشطة جبهة البوليساريو ويعطي تصريحات معادية".