جدالات ساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي الإسبانية وكذا على القنوات التلفزية كتناقش حكم محكمة "مورسيا" على شاب بثلاث سنوات ونصف حبسا بعد إدانته بنشر أسرار عن العلاقة الجنسية لوالده عقب قيامه بتصويره خلسة وهو يمارس الجنس مع رجل في شاطئ بعيد (سان بيدرو، ديل مورسيا) وإرسال شريط الفيديو إلى أخيه الذي أرسله بدوره إلى عمه. نية الشاب، وفق تصريحاته لوسائل إعلام اسبانية، كانت فضح أبيه أمام أفراد عائلته لكونه كان متكتما على مثليته، بل كان قاسيا في تعامله مع المثليين، مؤكدا أنه لم يصور والده في مكان خاص وأنه لم يكن يعلم أن إرسال شريط الفيديو إلى أخيه يعد عملا إجراميا. الشاب قرر مراقبة والده وظل يترصده إلى أن تمكن من تصويره يوم ثاني شتنبر الماضي، يمارس الجنس مع رفيقه في شاطئ بعيد وخال، وهذا الترصد هو ما اعتمدت عليه المحكمة في تقديرها للسلوك الإجرامي للإبن. وبغرض الانتقام من أبيه، قرر الشاب إفشاء السر ونشره بين أفراد عائلته، فأرسل شريط الفيديو إلى أخيه الذي أرسله بدوره إلى عمه، فعلمت كل العائلة بالأمر وانفضح أمر الأب الذي قرر متابعة ولديه معا بالاعتداء على الخصوصيات وإفشاء أسرار عن علاقته الجنسية، وهو ما أيدته المحكمة فحكمت على الابن الأكبر بثلاث سنوات ونصف حبسا وعلى أخيه بسنتين. غير أن أهم محور في الجدل الدائر في إسبانيا حول هذه القضية هو اعتبار المحكمة الشاطئ حيث تمت العلاقة الجنسية بين الأب وخليله ليس مكانا عموميا، لأنه كان بعيدا وخاليا من المصطافين، ما يعني أن الرجلين اختارا معا هذا المكان معتقدين أنهما سيكونان وحيدين فيه ولن يراهما أحد. لكن معارضي طرح المحكمة انتقدوا رؤيتها هذه مشددين على أن أي مكان متاح للعموم ومفتوح نهارا يعتبر مكانا عموميا حتى لو كان خاليا من المارة والناس، وفي هذه الحالة كان حكم المحكمة على الشاب سيكون أخف بكثير لو اقتنعت بهذا الرأي.