غمرت مياه الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة وزان طيلة يوم وليلة الجمعة قاعة العمليات بمستشفى أبي القاسم الزهراوي التي كانت تستعد لاستقبال عملية قيصرية عاجلة، وتأجلت لموعد آخر لاستحالة إجرائها بعدما أصبحت القاعة غير معقمة بسبب اكتساح مياه الأمطار للمستشفى جارفة معها جراثيم قد تشكل خطورة على صحة المرضى. وحصلت "كود" على صورة لبركة مائية كبيرة تغمر أرضية قاعة العمليات بشكل كامل، بينما تم وضع أواني بلاستيكية على الأرض لاستقبال قطرات الماء المتهاطلة، خصوصا بعدما أصبحت المجاري تضخ أيضا مياه الأمطار الملوثة بمياه الصرف الصحي إلى داخل المستشفى. وأفاد مصدر طبي أن حالة المستشفى جد متردية لا من حيث البنيات التحتية ولا من حيث التجهيزات الطبية المتقادمة، فضلا عن الخصاص المهول في الموارد البشرية، ما يدفع طاقم المستشفى إلى إحالة العديد من الحالات العاجلة على مستشفيات المدن المجاورة، أو على المراكز الاستشفائية الجامعية الكبرى القريبة. وأشار المصدر في هذا الصدد إلى أن مستشفى أبي القاسم الزهراوي لا يتوفر على طبيب جراح لحد الساعة بعد وفاة الدكتور محمد مرغاني إثر أزمة قلبية قبل حوالي أسبوعين، مؤكدا على أن أي مستشفى إقليمي يتعين أن يتوفر على الأقل على ثلاثة أطباء جراحين للقيام بنظام المناوبة، بينما لا يوجد بالمستشفى إلا طبيب جراح واحد متخصص في أمراض النساء والتوليد، وآخر في طب الأطفال. ويشتكي العديد من المرضى من سوء خدمات المستشفى الذي أصبحت طاقته الاستيعابية أقل بكثير من الحالات الواردة على مختلف أقسامه طلبا للعلاج، فضلا عن تفشي المعاملات غير الأخلاقية لتمكين المواطنين من الولوج إلى خدمات مرافق المستشفى. كما عرف المستشفى وقفة احتجاجية على الحركة الانتقالية المحلية لموظفي قطاع الصحة، والتي عرفت مشاركة النقابتين الوطنيتين الكونفدرالية الديموقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وذلك احتجاجا على المرسوم المتعلق بالحركة الانتقالية الذي خصص نسبة 60 في المائة للخريجين الجدد و40 في المائة لموظفي القطاع مما يشكل حيفا في حق هذه الفئة الأخيرة.