إن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة وزان طيلة يوم وليلة الجمعة الماضية والتي غمرت قاعة العمليات بمستشفى أبي القاسم الزهراوي ، التي كانت تستعد لاستقبال عملية قيصرية عاجلة ، يدق ناقوس الخطر للوضع الصحي الذي أصبح أمرا يؤرق مضجع كل الوزانيين . هذه الحالة التي تتكرر ومثيلاتها ليست إلا مؤشرا من مؤشرات التدهور الذي يعانيه الوضع الصحي بالمدينة ، فبالإضافة إلى الحالة المزرية التي تتخبط فيها المستشفى، واستغلال ضعف المواطن معرفيا وماديا، والتجاوزات غير المقبولة لبعض الأطباء والممرضين لدرجة يصنف فيها المواطن بحسب مركزه الاجتماعي و الوظيفي ، هل هو من سكان المدينة أو قادما إليها من مداشير وقرى الإقليم، و أحيانا كثيرة بحسب مظهره وهندامه ، فالتفرقة والعنصرية والزبونية السمة الطاغية على استقبال المرضى بالمستشفى الوحيد بالمدينة، ناهيك عن الأدوية المجانية التي لا تصل إلى المواطن ..، نجد هذه المعطيات الكارثية التي تترأس قائمة الفضيحة الصحية بالمدينة. فتدني الخدمات الصحية، وقلة في عدد الكوادر الطبية والممرضين ، وتعطل بعض الأجهزة بشكل متكرر، ووضع صحي مترد في المستشفى الوحيد بالمدينة ، جعل سكان وزان يعلقون آمالهم على من يتدخل ويعالج مستشفاهم الوحيد، علهم يجدون من يضمد جراح مرضاهم ويبادر بإعادة الخدمة الصحية لهم، حتى لا تدفعهم ظروفهم الصحية إلى التوجه لمؤسسات صحية خاصة أو عامة خارج الإقليم و التي قد تفوق المستوى المادي للمواطن الوزاني الفقير. ليبقى التساؤل عن دور ياسمينة بادو والمجهودات وزيرة الصحة التي ما فتئت تتغنى بتحسين نوعية الخدمات بمختلف المؤسسات الإستشفائية، وتزويدها بمختلف الوسائل الحديثة التي من شأنها تخفيف معاناة المرضى، إذ كثيرا ما نسمع عن ما يسمى بتحسين القطاع الصحي و تطويره بينما لا نلاحظ سوى تدهوره خاصة على مستوى الخدمات والتجهيزات ، كما هو واضح للعيان فحالة المرضى بوزان كما هو حال مستشفاهم الاثنان يستدعيان التدخل العاجل ، الأمر يستدعي من الوزيرة القيام بجولة ميدانية للاطلاع على وضعية المستشفى العمومي الوحيد بالمدينة لتقف على مدى الخصاص الذي يعانيه ، إن لم نقل أنه يستدعي إجراء عملية قيصرية ، لكن نرجو من الله أن يكون الجو صحوا مشمسا حتى لا تضطر لتأجيلها .