لم تمر الزخات المطرية التي نزلت على مدينة وزان في الأيام الأخيرة، من دون أن تترك بصماتها بادية للعيان حين عرت عن الحالة السيئة التي أضحت عليها العديد من المرافق العمومية. فقد بلغ إلى علم الجريدة بأن قاعة العمليات الجراحية بمستشفى أبي القاسم الزهراوي قد تحولت إلى مسبح مملوء بمياه الصرف الصحي التي إنضافت إلى مياه الأمطار الغزيرة التي تسربت إلى قلبها. الحالة الكارثية التي أصبحت عليها قاعة العمليات الجراحية، يقول مصدر موثوق عطلت إجراء عملية قيصرية لسيدة كانت في حالة مخاض لتتأجل إلى وقت لاحق،لكون القاعة لم تعد معقمة بعد أن رست داخلها جراثيم حملتها معها السيول المائية. الواقعة المؤسفة التي وجدت قاعة الجراحة نفسها فيها،لا تشكل إلا نقطة في يم المشاكل التي يسبح فيها هذا المستشفى، الذي يشكل حالة استثناء على الصعيد الوطني. فهذا المرفق العمومي الذي سبق أن استفاد من غلاف مالي بمآت الملايين لترميمه ! لا يتوفر منذ قرابة سنة، على مدير يشرف على تدبير دواليبه ،كما يعتبر فقيرا من حيث الموارد البشرية المتخصصة والتجهيزات وأدوات العمل الحديثة. أما ما يحدث بين زواياه وأركانه ودهاليزه من ممارسات مشينة، واستفحال مرعب للرشوة ،وتبديد خطير لأدويته ، فإن تدخلا مزلزلا من السيدة الوزيرة أصبح يفرض نفسه قبل فوات الأوان.