فدوى العروي و المهرجان أحدثت فدوى العروي رواجا كبيرا على المستوى الإعلامي، حطمت صمت المدينة واستطاعت أن توصل صوتها إلى كل بقاع العالم ،أحرقت جسدها، تكلمت، ثم ماتت لتبقى أول فتاة عربية تضرم النار في جسدها دفاعا عن حقها في الاستقرار. أصبحت فدوى علكة في فم كل صحفي صغيرا كان قلمه أم كبيرا ، يكتبون ما يحكى لهم لتصبح مرة ذات السادسة و العشرين من عمرها ،و مرة لم تبلغ الثامنة عشرة بعد، بل غدت فدوى في بعض الأحيان من حاملات الشهادات، كل هدا لا يهم، المهم أنها تنتمي لهته المدينة الصغيرة والتي أصبح يعرفها الجميع كلما ذكر اسم فدوى العروي وهدا بالضبط ما عجز عن تحقيقه رئيس قصر بلدية سوق السبت بعد مهرجان السنة الماضية الذي حاول فيه استقطاب أهم الفنانين وأشهرهم ، قصد لفت الأنظار والتعريف بهده القرية الكبيرة. لا أنكر أن سهرة الستاتي المدمجة في إطار المهرجان الماضي استطاعت أن تجمع جمهورا أوسع مما جمعته فدوى العروي في المظاهرات، و هنا يبرز دكاء رئيس البلدية صنف سكان مدينة سوق السبت من الفئة التي لا يهمها سوى (الشطيح والرديح) ، نجح في دلك خرج، الكبير قبل الصغير و لساعات طوال من الليل، لكن لم تمشي خطة (الشطيح والرديح) بعيدا ، أخد المشاهير نصيبهم و نسو أنهم كانوا هنا مثلما نسي العالم، في المقابل لم تضطر فدوى العروي أن تدفع لأي شخص كي يقول أن سوق السبت مدينة توجد على كوكب الأرض، وأن لسكانها مطالب و حقوق يريدون التمتع بها، وقفت بمفردها أولا ليقف بعدها كل فرد سكنت في داخله فدوى وهنا عرف الجميع أن سكان مدينة سوق السبت ليسو من امة (الشطيح والرديح) تظاهروا و بكو بعدما طال السكوت والذل. رحلت فدوى العروي ورحلت مطالبها معها لكن حرقة نارها اشتعلت في جسد كل مواطن كان ساكتا من قبل، لتطفو مطالبهم و حقوقهم على سطح مدينة سوق السبت ولا مزيد من الذل.