متابعة : الفقيه بن صالح أونلاين نظمت جمعية طاقات مبدعة ، ضمن مقهى الكرامة بالفقيه بن صالح حفل قراءة في ديوان " حطب بكامل غاباته المرتعشة " للشاعر عبد الغني فوزي . وذلك يوم 21 نونبر 2012 ،على الساعة السابعة مساء . تقدم القاص عبد الواحد كفيح ببورتريه إبداعي للشاعر عبد الغني فوزي ، مقدما بعض مظاهر الكتابة والحياة في هذه التجربة ، ليكشف عن بعض آليات تخلق القصيدة والكتابة عند هذا المبدع بالمعنى العميق للكتابة . فهو لا يكتب من فراغ ، بل اعتمادا على مداخل ، في تفاعل مع الواقع ومتناقضاته ، إنه شاعر فكرة وموقف ، لا يخفي ولا يهادن ، في ابتسامة رقيقة عالية ... وتلك سمة المبدعين الإشكاليين كما في إهدائه في ديوانه الأول " هواء الاستدارة " : " إليها : نبضا وعرقا ورؤيا " دون ان يسميها تلك المطاردة إلى ما لا نهاية كما يعبر القاص كفيح . الناقد المحجوب عرفاوي تقدم بقراءة في الديوان سماها ب " شعرية الرفض في " حطب بكامل غاباته المرتعشة " ، مؤطرا الشاعر ضمن تيار الحساسية الشعرية الجديدة بالمغرب والعالم العربي .مقدما هذه الشعرية انطلاقا من العنوان " حطب بكامل غاباته المرتعشة " كشرارة بحث واحتراق عن قيم مغايرة .وتتجلى هذه القيم عبر قصائد ، في حلل لغوية وتخييلية محبوكة . لأن الشاعر يمتح من مرجعيات عدة ، موجها ذلك وفق رؤيا . فالقيم المغايرة المطبوعة بالانفلات والبحث عن أفق مغاير، خلقت لنفسها شعرية خاصة على مستوى اللغة والمتخيل والرؤيا . وهي إضافة نوعية لمدونة الشعر المغربي المعاصر . الشاعر عبد الغني فوزي تقدم بورقة ركز فيها عن علاقته بالكتابة . فهذه الأخيرة لا تتخلق من فراغ وعدم؛بل من مقروء متعدد تاريخ ، فكر ، أدب.. في تفاعل مع الواقع ومتناقضاته . هنا تكون المفارقة منطلقا ، لكن ذلك يمر عبر تجربة رؤيوية كما يقر الشاعر . وبالتالي فالدواوين الصادرة لحد الآن في مساري ، تعتبر كمحطات ، كل منها على سؤال برهانات عدة . فإذا كنت في ديوان " هواء الاستدارة " أراهن على سؤال الشعر في الكتابة دون تعثر الخطوة الأولى . وفي " آت شظايا من رسائلهم " توزعت في جسوم عديدة بأصوات عدة ضمن قصيدة مركبة . ففي " الحطب " وجهت نظري وحواسي للموت وبشاعة الحروب ، بما فيها الحروب الصغيرة . وقد يكون الشعر أولى الضحايا ، بالمعنى الوجودي العميق . أقول حروب يمكن من خلالها التعبير عن مفارقات كبرى ومواقف عدة كما يقول الشاعر. هذا بعض من خيمتي التي تقيم في الهواء وبه كما يختم الشاعر عبد الغني فوزي . بعد ذلك ، أدلى الحضور بتدخلات وأسئلة في الكتابة الشعرية عموما من قبيل : المشهد الشعري بالمغرب اليوم، إشكالية قصيدة النثر ، كتابات الشباب اليوم ، دور الأنترنيت في الايصال والتواصل ... فتعددت آفاق التناول والبحث . وفي المقابل كان الديوان المحتفى به أرضية خصبة لذلك .