أحمد وثيق – عبد العزيز خمال. المخرجة فاطمة الزهراء زعموم من مواليد قرية صغيرة بالجزائر سنة 1967، تلقت دراستها بمعهد الفنون الجميلة بالعاصمة، وبمعهد تاريخ الفن والسينما السوربون (باريس)، وأخرجت 05 أفلام قصيرة، أبرزها "خيط الحكاية" الذي فاز بفضية مهرجان "قرطاج" سنة 2005، وجائزتين بواغادوغو، وكانت أول تجربة لها مع الفيلم الروائي الطويل "الزهر" سنة 2009، يحضر فيه فيلم داخل فيلم، عرض بالجزائر سنة 2010، وهو إنتاج مشترك فرنسي جزائري، شارك بثلاث مهرجانات سينمائية ببومباي والكيرالا للفيلم الإفريقي الآسيوي والمهرجان النسائي بنيوديلهي، أما شريط "الحمال الأسود" فهو عنوان لكتاب عصمان صامبين تعرضت فيه لتجربته وآراءه السينمائية. الفيلم الجزائري المشارك بمهرجان خريبكة: شريط "قداش تحبني" من إنتاج جزائري مغربي مشترك، ساهم فيه المركز السينمائي المغربي، بنسبة 30 في المائة، وما تبقى بتمويل من وزارة الثقافة الجزائرية، التي تدعم كل مشروع حسب خصوصياته، وقد نال هذا الفيلم جوائز عديدة وعرض بعدد من الدول منها: السويد والهند والولايات المتحدةالأمريكية ... محققا تجاوبا ... ، واللقطة الأولى للفيلم التي يقف فيها الطفل أمام العمارة مشدوها لا تعبر عن انفصام في الأسرة الجزائرية بقدر ما تعبر عن الفرق بين المدينة والقرية، حيث يكتشف المحيط لأن العائلات لا تعيش حياة تقليدية ... والعلاقة بين أفرادها لم تتلاشى كالغرب. ما الأقرب إليك الأفلام السينمائية أم التلفزية؟ التليفزيون يعالج المشاكل العائلية ... رغم توسع وانتشار فضاء هذا الأخير فإني غير مشبعة به، ولم يسبق لي العمل بطريقته، لأنني متشبعة بالفن والثقافة السينمائية، والتليفزيون ببلداننا المغاربية يعرض برامج وأفلام ومسلسلات تعالج المشاكل العائلية وهذا أساس المشكل، باعتبار فيلم "قداش تحبني" تليفزيوني وأنا قد اعتمدت في التحليل الدرامي على تقنيات سينمائية مثل الصمت الطويل في بدايته وهذا لا يقع في الأعمال الدرامية التليفزيون الذي يعتمد على الصوت والمشاهد بنسبة كبيرة، وأفلامي موجهة بالدرجة الأولى إلى المتلقي الجزائري، ثم لمن يرغب في الفرجة والمتفتح على المجال، وإلى كل الناس الذين لهم طاقة تحمل الآخر كإنسان بكل توجهاته وأفكاره كيفما كانت. من يدعم الفيلم الجزائري؟ الفيلم الجزائري يتلقى الدعم من الدولة، ومن 06 إلى 10 سنوات أصبح صندوق التمويل التابع لوزارة الثقافة موجود بطريقة جيدة، لأنه كل شهرين تجتمع لجنة تمول وتساند 05 مشاريع على الأكثر، لكن هناك مشاكل في الدفعات من طرف التلفزة والدولة ووزارة المجاهدين، حيث المعاناة مع الإنجاز التقني المختبري، فالميزانية الممنوحة غير كافية وتسدد ببطء كبير، بدليل أن فيلم "قداش تحبني" الوحيد الذي عرف نهايته سنة 2011، في حين تتأخر أخرى لسنتين أو 03، وعلى العموم فالإرادة السياسية موجودة. ماذا يشكل لك مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة؟ كل عامين منذ 2007 كنا نذهب إلى واغادوغو لمشاهدة منتوج سينمائي مغربي، بفضل تحركات نور الدين الصايل على مستوى القارة السمراء، لكن خلال زيارتي الحالية لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، اكتشفت مجالا جيدا على مستوى النقد والمداولات وبحضور وجوه ألفت التوافد عليه: كبابا ديوب وماما كيتا ... ، حيث أصبح موعدا مهما للسينما الإفريقية من حيث الروابط والتواصل، كما أنه لا يجب أن يكون منحصرا في مكان واحد، وعلى الحاضرين خلق ديناميكية في هذا الاتجاه للاستفادة أكثر. هل السينما الإفريقية هي سينما جنوب الصحراء؟ هذه المقولة للفرنسي الراحل "جورج سادول" وهو من المؤرخين الكبار حتى الستينيات والسبعينيات، وبطبيعة الحال تبقى وجهة نظر لأنه لا يمكن أن نحسب سينما شمال إفريقيا على المنطقة العربية فقط باستثناء مصر، أما باقي الدول فهي تشعر بعمقها الإفريقي سواء شمال الصحراء أو جنوبها، وتاريخيا مرتكزات شمال إفريقيا وكذا الساحل متشابهة، بدليل أول فيلم كان في الخمسينيات بالنسبة للشمال، والستينيات للجنوب، وأنا أكون مرتاحة في إطار التعاون جنوب – جنوب كمنتجة رغم أنني مخرجة، وأكون أحسن في شمال – جنوب كمخرجة لأن المنتجين يتكفلون بواجباتهم، لكن الأوروبي يفرض فكرة المشروع وقد تكون متجاوزة ولا تليق بالمطامح.