عرفت رحاب أكاديمية جهة تادلا أزيلال يوما دراسيا فلسفيا بامتياز، كان ضيف هذا الحدث الأستاذ محمد المصباحي وقد ارتكزت مواضيع هذا العرس الفلسفي حول النص الفلسفي في درس الفلسفة بين التعليم العالي والتعليم الثانوي ، وذلك تحت شعار من أجل دور للنص الفلسفي ينسجم مع خصوصية التفكير الفلسفي ومع رهانات درس الفلسفة. تم استهلال اللقاء بكلمة ترحيبية من طرف السيد مدير الأكاديمية في حق الأستاذ المصباحي وفي حق أساتذة الفلسفة، مؤكدا على الدور الهام التي تلعبه الفلسفة في السعي للربط بين ماهو نظري و ماهو تطبيقي، كما أشار على أن الرهان من هذا الملتقى هو تجاوز الصعوبات التي تطرحها العلاقة بين ماهو فلسفي وماهو تربوي، كما نوه بالنتائج التي حصلت عليها الجهة وخاصة في مادة الفلسفة. بعد ذلك أخذ الكلمة الأستاذ المصباحي الذي عبر على امتنانه لمشاركته في هذا المجمع الذي يجمع الفلسفة ومدرسي الفلاسفة الذين يعملون كل ما في جهدهم لتبليغ هذا النوع من الفكر من خلال تعليمهم وسائل التفكير والنقد والسؤال ، وذلك من أجل الاعتزاز بالانتماء إلى الإنسانية قبل الانتماء إلى الهوية الضيقة مع الاتصال بالفلسفة العالمية. أما الكلمة الافتتاحية لمفتش المادة السيد محمد الراجي فقد تطرق إلى من خلالها حظوة الفلسفة ، وترجع هذه الحظوة إاى العناية التي توليها الأكاديمية لهذه المادة ثم أن حظوتها كذلك تنبع من آل بيتها باعتبارهم ورثة الفلاسفة ونصوص الفلسفة. وفي المداخلة الأولى تطرق الأستاذ الراجي الى وضعية التدريس بالنص الفلسفي في برامج الفلسفة بالثانوي، وذلك من خلال أهم المراحل التي قطعها الدرس الفلسفي، والتي حددها في ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى تمتد مابين 1978 إلى 1991 المرحلة الثانية من 1991 إلى 2004 المرحلة الثالثة من 2004' إلى الآن وقد عمل الأستاذ بإبراز خصوصيات كل مرحلة على حدة من حيث أهم التحولات والتغيرات التي عرفها الدرس الفلسفي وفي مقدمتها كيفية التعامل مع النصوص الفلسفية. أما المداخلة الثانية فكانت من تقديم الاستاذين : محمد بنحمان وعثمان زوهري، وكانت تتمحور حول آفاق تحقيق رهانت النص في درس الفلسفة في التاهيلي، والعرض عبارة عن بحث تروي قام به مجموعة من الاسلتذة لرصد أهم العوائق التي تقف امام الدرس الفلسفي وخاصة على مستوى توظيف النصوص، وذلك من خلال مجموعة من المستويات: التمثلات – التقويم –البيداغوجي والديداكتيكي- التقاسم والتضامن البيداغوجي, أما المداخلة الثالثة فهي للأستاذ الضيف محمد المصباحي ، فقد تناول من خلالها بالشرح والتحليل موضوع النص الفلسفي كفضاء لإنتاج قول فلسفي مستقل. وقد دعا في بداية مداخلته بتبليغ الرسالة الفكرية حتى يكون المغرب في موقعه الاستراتيجي والفلسفة هي الرهان لتحقيق ذلك، أكد على أن دفاعه على النص الفلسفي هو دفاع عن الأغورا هو دفاع عنه كفضاء عام. ذلك من أجل استفزاز القارئ، حتى تصبح الفلسفة تجعل التاريخ أكثر تاريخية على حد تعبير هايدجر، وبلغة بول ريكور تأويل النص الفلسفي من أجل إدراك رمزيتنا في الوجود, أو من خلال سوق المعاني لبن عربي..... إن الفلاسفة كالشعراء يلبسنا الألفاظ لبسا فوق لبس وبقدفون بك نحو مقام الحيرة الذي يجعلك في عطش دائم للحرية. أشار إلى أن الفلسفة ليس دائما تهوى اصطياد المعاني، لكنها وسيلة للوعي بالذات لكونها ذات حرة وعاقلة جاعلة السؤال هو سبيلها، وأردف في قوله أن الفلسفة في الغرب نالت حقها من الملاحقة والتضييق، لكنها لا تشتكي ولا تطالب بالتعويض. كما ميز الأستاذ بين أنواع النصوص : النص التاريخي: يحيل على الذاكرة النص العلمي : يحيل على التطابق الحاصل بين ماهو عقلي وواقعي أما النص الفلسفي: فنسيجه يتكون من مفاهيم ودلالات وإشكاليات واستدلالات. وعلى إثر النص الفلسفي تساءل كيف ينبغي التعامل مع النص الفلسفي ، هل نتعامل معه كذات أو كموضوع؟ أجاب على أن النص الفلسفي كالقصيدة الشعرية وكالنفحة الصوفية فهو يفيض بمجموعة من المفارقات: الفلسفة***التاريخ ،الذاتية***الموضوعية ،البنوية***التاريخية ،الحال***المطلق ،المنهج***الفلسفة وقد قام برصد مجموعة من المفارقات التي يعتمد عليها النص الفلسفي. وفي ختام مداخلته أكد الأستاذ المصباحي أن الفلسفة ستبقى الدماء التي ستبقى تدخ وذلك من أجل بناء ثقافة تتأسس على التفكير والمساءلة الحرة والإبداع والرغبة في تجاوز كل ماهو لا إنساني ولايرقى إلى الإنسانية. وبعد هذه المداخلات فتح المجال للمناقشة من طرف السادة الأساتذة.