خلق نائب برلماني في الغرفة الأولى عن حزب الاتحاد الدستوري، يسمى محمد قوبة، يوم الجمعة المنصرم خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان، الحدث عندما استغل مرور الملك محمد السادس بالقرب من البرلمانيين ليرمي أمامه ظرفا مختوما. وخلف هذا الحدث غير المسبوق موجة استياء واستنكار وسط البرلمانيين، خاصة وأن مرتكبه ليس مواطنا عاديا أو واحدا من المعطلين وإنما هو برلماني يمثل الأمة عن دائرة ابن احمد في سطات. وأثار منظر البرلماني، وهو يرمي الظرف، غضب أحد حراس الملك الذي لامه على فعله، ولما توجه إليه وسأله عن اسمه رفض الكشف عن اسمه، وهو ما جعل حارس الملك يسأل أحد الصحافيين معتقدا أنه موظف بالبرلمان ليمده بالاسم غير أن الصحافي رد عليه بأنه مهمته صحافي وهو بدوره يتابع القصة ويبحث عن المعلومة. وخاطب حارس الملك البرلماني المذكور بالقول «حشومة عليك أنت برلماني وترمي رسالة ما خليتي للمعطلين والناس اللي عندهم مشاكل ما يديرو». ومقابل ذلك قال قيادي من الاتحاد الدستوري ل«المساء» إن قيادة الحزب ستستدعي اليوم البرلماني قوبة من أجل الاستماع إليه بخصوص هذه القضية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن حزبه لن يسمح بتكرار مثل هذه السلوكات المسيئة إلى سمعة البرلمان والبرلمانيين. ولم يستبعد مصدرنا اتخاذ بعض القرارات التأديبية في حق البرلماني قوبة والتي قد تصل إلى الفصل. بالمقابل، قال البرلماني قوبة ل«المساء» إن ما قام به أمر عادي، مشيرا في هذا السياق إلى أن الملك محمد السادس أعطى إشارة إلى أحد حراسه بحمل الرسالة التي رماها أمامه. وتتضمن الرسالة، حسب صاحبها قوبة، شكاية حول تعثر ملف طلب قرض مالي بقيمة 500 مليون سنتيم تقدمت به ابنته الحاصلة على ديبلوم من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في طنجة إلى مؤسسة القرض الفلاحي قصد إحداث وحدة صناعية في ضواحي سطات. وقال قوبة إنه رصد لهذا المشروع حوالي ملياري سنتيم دون أن يرى النور بسبب ما أسماه «العراقيل الإدارية»، مشددا على القول بأن مشروع ابنته سيوفر حوالي 300 منصب شغل لأبناء المنطقة. وقال قوبة إنه لجأ إلى الملك بعد أن راسل كلا من الوزير الأول ووزير المالية ووزير التشغيل ووزير التجارة والصناعة وكذا إدارة القرض الفلاحي، وهي المؤسسة المعنية بالدرجة الأولى، دون أن يتلقى منهم أي جواب. ونفى محمد قوبة ما راج حول تعرضه للتوبيخ من لدن الحراس الشخصيين للملك، وكذا استنكار البرلمانيين لهذا التصرف، مؤكدا أنه لم يتعرض لأي مكروه أو توبيخ من طرف أية جهة، «كل ما في الأمر، يقول قوبة، أن بعض مرافقي الملك نصحوني، بكل أدب ولباقة، بأنه كان علي أن أراسل الديوان الملكي لأن الملك يطلع على كل ما يصل إليه من رسائل». وأوضح قوبة أنه استأنف مهامه في الغرفة الأولى بعد هذه الواقعة بشكل عادي رفقة زملائه في الفريق.