صيف أزيلال:تلاميذ يتحولون الى ماسحي الأحذية و بائعي الأعشاب الطبية و التوت البري و التين و اللوز أجندة بلا شواطئ و مسابح و مخيمات و الوجهة المفضلة قنوات الري و شلال أزود و بحيرة بين الويدان والوديان خلال شهر يونيو من كل سنة يستعد الأطفال و الآباء للاصطياف في المساء حيث تجتمع الأسرة و تتبادل أطراف الحديث عن صيف هذه السنة منهم من يفكر في الذهاب الى المدن الشاطئية حيث الرمال و مياه البحر و منهم من يفضل المناطق الجبلية و الميسورون منهم يختارون الدول الأروبية و العربية كل حسب طاقته المالية .آباء إدخروا ما يكفيهم لاسعاد فلذات أكبادهم و آباء يستعدون للاقتراض من المؤسسات البنكية إرضاءا لابنائهم .لكن فقراء أزيلال لايفكرون في زيارة أكادير و إيفران و فرنسا و بلاد الفراعنة أطفال في عمر الزهور همهم الوحيد حكاية الصرار و النملة جمع دريهمات قد تكون كافية لاستقبال موسم دراسي بما يتطلبه من مصاريف لشراء الألبسة و الأدوات و إستخلاص واجبات الدخول المدرسي من تأمين و ... الكثير منهم من استعصى عليه ذلك غادر المؤسسة في السنة القادمة فاليد قصيرة و العين بصيرة و آباء فقراء رغم أن النظام التعليمي خفف من عبئ المسؤولية الملقاة على ذويهم بتوفير الكتب الدراسية و المحافظ و الوزر الاطعام المدرسي . ما أن تنتهى سنة حتى تتجدد المشاكل خوفا من السنة المقبلة لهذا نرى تلاميذ يمتهنون مهنة ماسحي الأحذية بأزيلال المركز و أفورار و آخرون يبيعون الأكياس البلاسيكية و يجرون العربات اليدوية في الأسواق الأسبوعية . تلاميذ بلا عطل و لا راحة يعرضون أعشابا طبية كالزعتر و التين و التوت البلدي –أساسنو- على طول الطريق الإقليمية المؤدية الى أزيلال يقول (س ر) 12 سنة أضطر يوميا للنهوض باكرا أحمل معي أكياسا من اللوز بها كلغ لكل واحد منها أعرضها على مستعملي الطريق بثمن 60 درهم للواحدة و تضيف (س ح) 11 سنة أبيع الزعتر المستعل في القهوة و الشاي بثمن 5 دراهيم لكل رزمة لا أفارق الطريق حتى الظلام أحيانا أتسول الأكل و الماء للسائقين و غير بعيد من المكان أطفال يعرضون نفس المنتوج تقول (ر ل) 13 سنة أدرس بالثانوية الاعدادية لبين الويدان التي تبعد عن المزل بحوالي 7كلم أقطعها أحيانا مشيا على الأقدام و تارة آخرى عبر الأطوسطوب غير مبالية بالأخطار أبيع الزعتر و التين البلدي أوفر 30 درهم أ سلم و الدتي منه 25 درهم و الباقي أدخره لشراء ما يلزمني و أضافت أحيانا يشفق علينا السائقون بمضاعفة ما اشتروه أو يضطرون لشرائه إرضاءا لنا و لحالنا وتضيف إبنة عمتها (ر ك) 11 سنة نستعمل أحيانا نفس اللباس أيام الدراسة لشهور و نقوم بتنظيفه ليلا و نرتدي أحدية بلاستكية فآباؤنا عجزوا على تلبية طلباتنا و يفضلون مغادرتنا المدارس وتزويجنا في سن 16 عشر و بمنطقة الدير بأزيلال تلاميذ يبيعون التين الهندي و البلدي . و يضيف (س ر) 45 سنة فاعل جمعوي على الدولة و الجمعيات أن تتحمل مسؤلياتها لحماية الأطفال طبقا للاثفاقيات الدولية الخاصة بحقوقه و توفر له كل الامكانيات للعيش الكريم الى حين بلوغه سن الرشد و يضيف (م ر) أستاد التعليم الابتدائي المسؤولية مشتركة و على الجميع أن يساهم من أجل إيجاد حلول لهذه المعضلة و خاصة وزارة الشبيبة والرياضة ووزارة التنمية الاجتماعية و الاسرة و التضامن . تلاميذ أنهكهم الزمن و تحملوا المسؤولية باكرا لم يسعفهم الحض في الاستمتاع بأمواج البحر و فضلوا السباحة في قنوات الري التي تمر وسط الأراضي الفلاحية أو زيارة شلال أزود و بحيرة بين الويدان مشيا على الأقدام وزادهم بين أيدهم غير مبالين بخطورة المغامرة حيث ابتلعت المياه أطفالا و رجالا ونساءا غير مامرة .