بقرار حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الانسحاب من المفاوضات، وتفويض ثلاثة أسماء بارزة في الحزب للدخول في المشاورات حول تشكيل الحكومة مع عبد الاله ابن كيران رئيس الحكومة المكلف، يكون شباط "قد قطع الطريق" وفق تعبيره، على من أوقفوا عجلة تشكيل الحكومة،وصعبوا المهمة أمام ابن كيران. ولا يختلف اثنان على أن شباط بقراره "التاريخي" هذا، قد سهّل المأمورية أمام ابن كيران الذي قال عنه في اجتماع المجلس الوطني اليوم، بأنه "صمد أمام كل الضغوطات" من خلال تشبثه بحزب الاستقلال، حيث سترى الحكومة المقبلة النور قريبا. حزب الاستقلال الذي قال عنه شباط والذي بدا متأثرا خلال كلمته التي ألقاها أمام أعضاء الحزب اليوم أمام برلمان الحزب بالرباط، بأنه "آمن باستمرار بأهمية تراكم الإصلاحات السياسية والدستورية و بناء مؤسسات قوية، تستند إلى الإختيار الحر للشعب المغربي عبر انتخابات نزيهة وشفافة وتنافسية، قد قاوم منذ سنة كاملة جملة من الضغوط، ومحاولات تشتيته" ، لكن يضيف شباط،" خرج سالما موحد الصفوف والكلمة، وكانت له القدرة رغم كل الصعوبات الظاهرة والخفية،على أن يحفظ مكانته في المشهد السياسي والحزبي..لأن لنا إرادة صادقة في أن نتجاوز المنعطفات الحادة بكثير من الهدوء و الرزانة والثبات". الأمين العام لحزب الاستقلال عبر عن أسفه في ذات اللقاء، من استهداف قرار مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة ب"شكل غريب"، مسجلا" بإرتياح كبير تفاعل عبد الإله بنكيران الإيجابي مع قرار المشاركة رفقة أعضاء حزب العدالة والتنمية، وإن كنا نستغرب حجم التحامل على حزبنا و الرغبة في جعله في موقع لم تقرره مؤسساته التقريرية" يضيف شباط. وتابع شباط،".. كنا ننتظر رغم طول مدة المشاورات ودخولها حالة من الجمود، تقديم مبررات جدية ومعقولة للاعتراض المرفوع ضد الحزب، لكن لا شيء من ذلك حصل، فجأة أصبحوا يقولون أن الأمين العام لحزب الاستقلال هو الذي يقف حاجزا أمام مشاركة الحزب في الحكومة، و أن من يعترض أو يعترضون لا مشكلة لهم مع حزب الاستقلال إنما مشكلتهم مع أمينه العام". وعبّر الأمين العام لحزب الاستقلال عن الألم الذي اعتصر قلبه بعد الهجمة الأخيرة عليه ، حيث قال "لقد آلمني بشكل شخصي أن يتم تقديمي كمعرقل لتشكيل حكومتي بلادي، أنا الذي قضيت كل هذه السنوات مدافعا عن بلدي و عن ملكي و عن قناعاتي السياسية الوطنية الصادقة، إن التاريخ سيسجل بالعار، كل من تآمر على الحزب وخان مبادئه و إفترى عليه، فنحن في نهاية الأمر عابرون". وخلص شباط بالقول أن" ما يهمه في النهاية مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة و ليس مشاركته الشخصية فيها،وتأكيدا لنيتي الصادقة وحرصي الشديد على مشاركة الحزب في الحكومة المقبلة"، يؤكد شباط " سأعتذر عن المشاركة فيها إمعانا في تيسير الأمور على الوطن والحزب وأنتدب بوعمر تغوان، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ومحمد السوسي وحمدي ولد الرشيد كلجنة تفاوض مع ابن كيران ".