نحن المغاربة علينا أن نفرح بالعيد الذي حل في الأمن و الأمان، مقارنة مع شعوب دول عربية تكبدت ويلات الحروب وجحيم القتل والذبح والتفجيرات، حيث فجر بعض المارقة أنفسهم أمام مساجد بالسعودية، بما فيها المسجد النبوي ليلة ختم القرآن، في تطور غريب مردود. يحزننا ما يحدث بالعراق وسوريا، حيث أحرقت شاحنة تبريد مفخخة ببغداد ما فاق 220 بريئا من أطفال ونساء و عزل، في العشر الأواخر، ليلة القدر... ما ذنب أطفال ولدوا ببغداد و دمشق و طرابلس؟؟ كيف لما يسمى داعش أن يبيح دماء الأطفال والنساء، أن يستبيح حرمات الله عز وجل بدعاوي سخيفة؟؟ أجل نحن والحمد لله نفرح بالعيد، ولا نردد قول المتنبي أبدا عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد ُ**** بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ ؟ طبعا هناك الجديد في جلب مزابل إيطاليا نحو تربة المملكة الآمنة لتلويثها، وهذا الأمر جلل مرفوض رغم كل التفسيرات الممكنة، كيف يفرض على الموظفين تقاعد مجحف من طرف الحكومة المغربية طلبا لإصلاح الإدارة، و تفرض محاربة الميكا دون بدائل شعبية، ودون حماية اليد العاملة، طلبا لحماية البيئة واستمرار الأمان في الحياة، لكننا نلجأ في نفس الوقت في تناقض كبير إلى استيراد قاذورات إيطاليا لحل مشاكلها، و تشويش أجواء العيد بالمملكة المغربية؟ ما ينقص المغاربة ليكون العيد سعيدا من كل جوانبه هو العدل الاجتماعي ومحاربة الفساد الحقيقي وتثبيت مصلحة المواطن فوق كل مصلحة، لا محاربة المواطن الضعيف من خلال تطبيق قوانين فوقية تحت طائل قوة القانون، وما خرجات بعض وزراء الحكومة الحالية لتفسير توجهات تبذيرية للمال العام، كما حدث مع سيارات الشوباني، إلا تعكير لتوجه المملكة الإصلاحي لتكون نموذجا مستقبلا في العدل و الشفافية المرجوة. إن سر نجاح المغرب أمنيا قد نفهمه جيدا عندما ننزل للشارع، مثال ذلك ما حدث في سوق الفلاح بوجدة، حين تم القبض على دواعش من طرف الأمن المغربي المتيقظ، حينها زغردت النسوة و هلل الشبان مناصرة للأمن الوطني، في طوابير تحت وابل من التصفيق على عمل الشرطة البطولي شارك فيه الغني والفقير و العامل و المعطل، فلهذا المشهد لن تنتصر داعش، لأنها فشلت في اكتساح عقول و قلوب المغاربة بمختلف توجهاتهم. أما ما حدث بسوق الكرادة ببغداد، فهو جهنم مصغرة جلبها هؤلاء الذين يستبشرون ويبشرون بجنات الخلد، لكنهم يتفنون في تجسيد جهنم واقعيا بكل أشكالها حين يحرقون عائلات بأكملها ويجعلونهم وقودا لنار ملتهبة مع سيارات محترقة، في تناقض صارخ لا يقبله لاعقل ولا دين، ودمتم مغاربة آمنين، وعيدكم مبارك سعيد.