انطلقت الأمسية الثقافية لليوم التاسع عشر بمعرض الكتاب بساحة السراغنة، بتقديم الترجمة العربية لكتاب "الدارالبيضاء والشاوية"، لنور الدين فردي، تحدث فيها شعيب حليفي عن قيمة الكتاب في التاريخ الجهوي وقيمة الترجمة والوعي النقدي والتاريخي للمترجم ؛ في حين تدخل الباحث والمؤرخ نور الدين فردي ليضع الكتاب في سياقه التاريخي والثقافي مبرزا عددا من الأسئلة المتعلقة بالمؤرخ والمثقف والتاريخ الجهوي ثم الدارالبيضاء والشاوية. بعد تدخل أسامة الزكاري متحدثا عن سياق إنجاز الكتاب وأهميته باعتباره يتناول منطقة الدارالبيضاء والشاوية تمهيدا للاحتلال الفرنسي، حيث شكل الكتاب دراسة مختبرية للبحث السوسيولوجي حول المغرب. أما اللقاء الثاني فكان عبارة عن قراءة في منجز للباحث والصحافي محمد جليد "الخطاب الغربي حول الإسلام السياسي"، وقد سير اللقاء إبراهيم أبويه الذي أبرز الأهمية القصوى للخطاب الإسلامي في الساحة الغربية والعربية على حد سواء، ليتحدث أسامة الزكاري موضحا سياق ظهور الكتاب النّابع من الانفتاح على الانجاز الثقافي الغربي حول الخطابات السياسية الإسلامية، واعتبر عمل جليد انعطافةَ مهمّة في التناول العربي لهذا الموضوع الحسّاس، وخصوصا من خلال اعتماده على الثقافة الأنجلوسكسونية.وتعقيبا على ما قيل، أعرب محمد جليد أنه من الصعب على الكاتب التحدث عن عمله، واعتبره إسهاماً في موضوع يشكل مادّة مهمةً للبحث في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ليعرف هل البحث المغربي في هذه المواضيع تجاوز الثنائية إلى خطاب أكاديمي موضوعي، وذلك من خلال اشتغاله على قضايا المرأة الديمقراطية... بعد هذا انتقلت أعمال الأمسية إلى موضوع "الاتّساق والانسجام في الخطاب السينمائي المغربي"، مع كلّ من محمد شقران، وعبد الواحد عبدوني،حيث أكّدا على دور الكلمة والصورة في بناء خطاب سينمائي يلبّي تطلعات الجمهور ويخلق نوعا من الانسجام والاتّساق بين العمل والجمهور، من خلال اتّساق الحدث والكلمة والصورة داخل الفيلم الواحد. وفي ختام هذا اليوم ، وحتى وقت متأخر انعقد لقاء حول المنجز القصصي لأنيس الرافعي، ساهم فيه كل من سعيد منتسب ومحمد يوب وعبد العزيز أمزيان، وإبراهيم أبويه، وتنسيق عمر العسري، حيث أكّدوا جميعاً على تلك الانعطافة اللافتة في ميدان القصّة القصيرة والموسومة بالتجريب في أعمال أنيس الرافعي والتي تشكّل علامة فارقة في سماء الإبداع القصصي المغربي، وبدأ الحديث عن سرد ممزوج بالمونوغراف، ليتوّج سعيد منتسب هذا اللقاء بحوار مفتوح مع القاص أنيس الرافعي الذي سلّط الضوء على جزء من تجربته المعلنة عن ميلادها بهذه الساحة المليئة بالحياة المتناقضة. وينتهي هذا اليوم بلوحة تعبيرية بعنوان "رقصة ألم"، للزجّالة حافية القدمين : هانية الشرامي، مرفوقة بموسيقى معبّرة، مع كلمة للشاعر شفيق بوهو في حقها. ملاحظة : كل اللقاءات عرفت جمهورا كثيفا ونفادا في الكتب الموقعة.