نفد ساكنة دوار أولاد سي بلغيت التابع لإقليم الفقيه بن صالح وقفة احتجاجية صباح يوم أمس الجمعة 8 يناير 2016 أمام مقر جماعة أولاد بورحمون للمطالبة بسحب الترخيص لمشروع تربية الديك الرومي المتواجد بعد أمتار من مساكنهم نظرا لمعاناتهم من الأضرار الناتجة عن ذلك. وتعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية الثالثة من نوعها بعد الوقفة الأولى أمام المشروع يوم 18 دجنبر 2015 ، والثانية أمام مقر دائرة بني موسى يوم 30 دجنبر 2015 ؛ رفع خلالها المحتجون نساء ورجالا وشبابا وأطفالا شعارات تندد بالموقف الذي اتخذه رئيس المجلس في الترخيص لهذا المشروع ضدا على إرادة الساكنة وكل القوانين الجاري بها العمل في هذا الصدد ، وكذا لإسماع أصواتهم ومعاناتهم اليومية لكل من يهمهم بسبب ما آل إليه وضعهم الصحي و النفسي بسبب الروائح الكريهة التي تصدرها شركة محضن الديك الرومي، مما ترتب عنه إصابة الكثير من الساكنة بأمراض الربو والحساسية ، بعد شروع المحضن في العمل لمدة قصيرة مما ينذر بكارثة صحية وبيئية في القادم من الأيام. وندد بلفقيه الحسن عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت بأسلوب " حسي مسي " الذي مرر به الترخيص للمشروع محملا رئيس جماعة أولاد بورحمون كامل المسؤولية في معاناة ساكنة أولاد سي بلغيت التي كانت تتطلع إلى مشاريع تساهم في رفع العزلة والتهميش عنها كبناء مستوصف أو ملاعب القرب للشباب أو دار الشباب .. غير أن شيئا من ذلك لم يكن بل كانت مكافئة الساكنة على تصويتها على الرئيس لولاية ثانية هو هذا المشروع الذي يعمق من معاناة الساكنة ، وهو مشروع تشم منه رائحة الفساد. وتساءل محمد يوسف ، مستشار جماعي بأولاد بورحمون عن حزب العدالة والتنمية عن سر التناقض المكشوف في تفريغ مضمون القوانين البيئية الخاصة بالقطاع ، ففي الوقت الذي تدعو فيه كل القوانين البيئية إلى حماية حقوق الفرد والجماعة من أخطار التلوث ، وتزداد النداءات الوطنية من أجل بيئة نظيفة ، نجد أغلبية المصالح المعنية بالموافقة للترخيص لهذا المشروع لم تقدم لنا إجابات واضحة للساكنة رغم القيام بكل الإجراءات القانونية في آجالها المحددة. وأضاف يوسف ، أنه بعد مشاورات موسعة بين كل الفعاليات بأولاد سي بلغيت ، تقرر الرفع من وثيرة الاحتجاج السلمي واتباع كل القنوات القانونية لسحب الترخيص رفع الضرر عن الساكنة ومحاسبة المسؤولين على هذه الجريمة في حق البيئة والسكان، وختم بأن مطلب الساكنة بسيط وهو العيش في بيئة سليمة. وفي نفس السياق استقى الموقع تصريحات الكثير من المحتجين عبروا من خلالها عن استيائهم و تذمرهم من هذا المشروع المتكون من ثماني وحدات كبيرة ، الذي أصبح يقض مضجعهم بفعل الروائح الكريهة ؛ نتج عنها إصابة الأطفال خصوصا بمرض الحساسية و ضيق التنفس ، حيث عرضت الكثير من الحالات على الأطباء الذين أكدوا ارتباط مرضهم بتواجد هذا المصنع بالجوار ، كما أوضح الفلاحون المجاورون لوحدات تربية الديك الرومي أنهم لم يعودوا قادرين على مزاولة أشغالهم الفلاحية بشكل طبيعي و أنهم مهددين بمغادرة أراضيهم التي هي المورد الوحيد لعيشهم ، ويدقون ناقوس الخطر بتسرب المواد الكيميائية السامة المستعملة في المعمل للفرشة المائية للمنطقة مما ينذر بكارثة عظمى في القادم من الأيام . وأكد المحتجون ومن ورائهم جمعيات المجتمع المدني عزمهم خوض كل الأشكال الاحتجاجية المشروعة لانتزاع التراجع عن التراجع عن الترخيص ضمانا لأمن وسكينة والحياة الهادئة والسليمة التي كانت تنعم بها البلدة قبل أن يقدم الذين من المفروض علليهم أن يدافعوا على مصلحة الساكنة وحقوقهم للترخيص لهذا المشروع الذي لم يحترف أدنى الشروط والضوابط التي يفرضها القانن في مثل هذه الحالة ، كما أكدوا عزمهم رفع سقف الاحتجاج في القادم من الأيام وبصيغ غير مسبوقة إلى أن يرجع المسؤولون عن هذه الكارثة إلى رشدهم ويرفعوا الضرر الذي تسببوا فيه عن الساكنة. وجدير بالذكر أن جماعة أولاد بورحمون رخصت لإنشاء مشروع تربية الدواجن ” الديك الرومي ” لفائدة شركة كنفور لتربية الدواجن ( محاضن الشمال لتربية الدواجن ) على مساحة إجمالية تقدر ب 12 هكتارا والمتواجد بالقطعة الفلاحية المخزنية رقم 2873 موضوع مطلب التحفيظ رقم 15210/10 التابعة لنفوذ مركز التنمية الفلاحية 527 ، ولا يبعد إلا بأمتار قليلة حوالي 100 متر عن بعض المنازل وب 800 متر عن باقي ساكنة الدوار البالغ عددها حوالي 4500 نسمة ، و يتوفر على 8 إسطبلات كبيرة بطاقة استيعابية تتجاوز 75 ألف ديك رومي ، و أن جميع الساكنة والمجتمع المدني قاموا بالتعرض غلى الترخيص لهذا المشروع في الآجال القانونية ومراسلة جميع المصالح المختصة .