في سياق الانفتاح العلمي المتبادل والتأسيس لتدبير المعرفة الشرعية، نظم المجلس العلمي المحلي لبني ملال، ومختبر المقاصد والحوار للأبحاث والدراسات، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وفريق البحث في ديداكتيك التربية الإسلامية فرع جهة تادلة أزيلال، يوما دراسيا في موضوع: " النص الشرعي في النظام التربوي المغربي دراسة في نظريات التلقي ومناهج الاستمداد التربوي "، يوم السبت 4 أبريل 2015، كان القصد منه مناقشة طريقة تدريس النص الشرعي في مقرر مادة التربية الإسلامية من خلال الاستفادة من تجارب المتخصصين الممارسين للعملية التعليمية التعلمية، والمزج بين ما هو نظري وما هو تطبيقي. وقد توزعت مباحث هذا اليوم الدراسي حسب ما يلي: * الجلسة الافتتاحية: ( من تسيير د محمد الناصري أستاذ بكلية الآداب بني ملال) افتُتحت بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم كلمة السيد عميد الكلية ذ يحيى الخالقي الذي رحب بالحضور الكرام متمنيا لهم التوفيق في أشغال يومهم الدراسي، ثم كلمة السيد رئيس المجلس العلمي لبني ملال د سعيد شبار، ثم كلمة مختبر المقاصد والحوار للأبحاث والدراسات ألقاها د عبد الرحمن العضراوي، ثم كلمة السيد منسق فريق البحث التربوي في ديداكتيك التربية الإسلامية ذ مصطفى المتاقي. وقد أجمعت هذه الكلمات الافتتاحية كلها على أهمية النص الشرعي وعلى ضرورة تظافر الجهود من أجل الكشف عن ضوابط تدريس هذا النص وتأسيس مناهج تربوية وتعليمية إبداعية، تجعل المتلقي في بؤرة تربوية ذات قيمة عليا. * الجلسة الصباحية : " المدخل النظري": (المقاربات العلمية والنظرية للنص الشرعي) من تسيير وتنسيق د بنسالم الساهل أستاذ بكلية الآداب بني ملال. أعطى الكلمة الأولى للدكتور سعيد شبار في موضوع " معالم المنهجية المعرفية في القرآن الكريم" حيث ركز في كلمته الممتعة على أهمية استحضار الضوابط المنهجية والمعرفية عند دراسة النص الشرعي ملخصا ذلك في معالم مهمة، مثل: استحضار المنظور التوحيدي للمعرفة، والمنظور الاستخلافي، والتناسق بين مصادر المعرفة الثلاثة: ( النص، والعقل، والكون)، والحذر من تصنيف العلوم إلى نقلية وعقلية مما أحدث فجوة بين هذه العلوم، وضرورة المنهج التقويمي الذي يصحح التعثرات ويميز بين الغث والسمين. وبعد هذه الكلمة تحدث الدكتور عبد الرحمن العضراوي في موضوع " النص والتلقي من الرؤية الاستشهادية في العمل التربوي إلى الرؤية المقاصدية في الإدراك التربوي، وقد لخص كلمته في بيان أسس فلسفة تلقي النص الشرعي من خلال الجمع بين متواليات لغوية ومتواليات مقاصدية استخلافية منبها على المتواليات اللغوية ليست هي نهاية النص وإنما هي مدخل لفهمه. ثم أعطى الكلمة للأستاذ أحمد أيت اعزة وهو من الذين شاركوا في تأليف مقرر التربية الإسلامية، وكانت كلمته في موضوع " توظيف النص الشرعي بين الخصوصية الابيستمولوجية وشروط التعلم ومتطلبات التعليم"، وطرح في كلمته إشكالات عدة تتعلق باختلاف التصورات وعدم وضوح الرؤى في التنزيل البيداغوجي والديداكتيكي عند تدريس النص الشرعي، وتوقف طويلا عند آخر سورة الشورى مستنبطا منها قواعد مهمة في تدريس النص الشرعي الذي هو نور وروح... وقبل مناقشة العروض المقدمة في هذه الجلسة كانت آخر كلمة للأستاذ محمد الناصري في موضوع " نحو نظرية أخلاقية قرآنية" التي ركز فيها على النظام الأخلاقي في القرآن الكريم متأسفا على قلة المِؤلفات في هذا الموضوع المهم، منبها على أن فلسفة الأخلاق في النص الشرعي مؤسسة على أسس عظيمة، مثل الواجب، والنية، والثواب الأخلاقي والإلهي والقانون التشريعي، والمسؤولية الدينية والاجتماعية والأخلاقية، والجهد والاستطاعة. * الجلسة المسائية: " المدخل التطبيقي ":( المقاربات البيداغوجية والديداكتيكية للنص الشرعي ) من تنسيق ذ الغزواني مرشد تربوي لمادة التربية الإسلامية ببني ملال. انطلقت هذه الجلسة المسائية بالمداخلة الأولى للأستاذ عمر بيشو من ثانوية الكندي بالفقيه بن صالح الذي تحدث عن " ديداكتيك المعرفة الشرعية " مركزا كلامه حول وضعية جديدة سماها : " الوضعية الكيدية "، ودعا إلى إحلالها محل الوضعية المشكلة، وتوقف عند أسسها وخصائصها ومشروعيتها من خلال قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام من سورة الأنبياء، وختم مداخلته ببعض المقترحات لتدريس النص الشرعي. ثم تحدث الأستاذ كمال وجاد مفتش مادة التربية الإسلامية بجهة مراكش تنسفت في موضوع " النص الشرعي ومدخل الكفايات البناء والتقويم"، وتناول في كلمته القيمة مجموعة من الضوابط والأسس في فقه تنزيل النص الشرعي وفقه المحل، ذاكرا مجموعة من القواعد الإجرائية لتدريسه، مثل المواكبة والملاءمة، منبها على أهم الخطوات العملية التي يمكن الاسترشاد بها في هذا المجال من وحي التجربة العميقة في الميدان. وختم كلمته بخلاصة مهمة ومقترحات حول عملية النقل الديداكتيكي ومراعاة الخصوصيات، وتوحيد جهود الجميع. وفي المداخلة الثالثة استعرض الأستاذ أحمد عروبي مفتش مادة التربية الإسلامية بجهة فاس بعض الأسس المهمة التي ينبغي مراعاتها عند اختيار وانتقاء النص الشرعي في مادة التربية الإسلامية من خلال إشكالية العرض، ووضعية النص الشرعي اليوم في المقرر الدراسي، وفي هذه النقطة ركز حديثه على ذكر بعض النماذج من النصوص الشرعية الموجودة في الكتاب المدرسي، وختم كلامه بذكر أهمية الجودة في اختيار النص الشرعي باستحضار شروطها وأهميتها، وبيان أهم مقاصد تدريس النص الشرعي وخصائصه. وكان مسك ختام هذه الجلسة المسائية بكلمة للأستاذ عبد الله أيت الأعشير مفتش اللغة العربية ببني ملال في موضوع " كلمات قرآنية حرفها الاستعمال اللغوي، عرض في هذه الكلمة مجموعة من الكلمات القرآنية التي يستعملها الناس اليوم في غير محلها، مثل: استضاف، والاستعمار، واليتيم، والملأ، وبدل واستبدل وتبدل، وآذان صاغية..، وختم كلمته بنصائح وتوجيهات مهمة من أجل إعادة النظر فيما نتكلم به اليوم من كلمات حرفها الاستعمال عن مسارها الصحيح. ثم ختم اليوم الدراسي بمناقشة عامة أكد فيها جميع المتدخلين على أهمية هذا الموضوع، متمنين أن تتبعه لقاءات أخرى من أجل مناقشته واستثمار جهود الساهرين على خدمة أبناء هذا الوطن العزيز.