كما تتبعتم في الجزء الأول كيف تم التلاعب بالأرقام وضرب الأخماس في الأسداس وتم التحايل على الساكنة في غفلة منها بتواطؤ أعضاء المجلس البلدي باعتبارهم ممثلي الساكنة ومطلعين على دفتر التحملات ويعلمون خبايا الأمور، أمور اختلاس شارع الحسن الثاني والمسيرة وعلال بن عبد الله والقائمة طويلة سنتطرق في هذا الجزء إلى نقطتين من النقط المبرمجة ضمن مخطط التأهيل الحضري للمدينة حيث سيتبين بجلاء أن أموال بلدية الفقيه بن صالح تتخذ سبيلا آخر غير ذاك المسطر لها فتتجه صوب جيوب ناهبي المال العام تحت ذريعة مشاريع التأهيل الحضري: 1. الماء والكهرباء: يتحدث دفتر التحملات عن تقوية مركز التحويل وخلق محول 60/225kv ، تقوية التيار الكهربائي خلق محولين للضغط المنخفض والمتوسط بميزانية تفوق 13 مليار سنتيم في افق 2010 .. نتساءل عن مصير هذه المحولات وأين تحولت ميزانيتهم... دون أن نتكلم عن مشكل تطهير الماء الصالح للشرب، ولمن يشكك في الأمر فليتوجه صوب المستشفى الإقليمي وليطلع على عدد الذين يجرون عمليات جراحية على المرارة جراء الماء غير الصالح للشرب. 2. البيئة والمجالات الخضراء في هذا الشأن يضم دفتر التحملات مشروعين مهمين وهما: إعداد التصميم الأخضر للمدينة وخلق مناطق خضراء بمبلغ 15350000.00 درهم على أساس أن تبتدئ الأشغال في 2008 وتنتهي في 2010 لكن إلى حدود كتابة هذه السطور لا أثر لمساحات خضراء و لا تصميم أخضر إلا في مخيلة السيد الرئيس. علما أن مدينة الفقيه بن صالح مدينة فلاحية وتقع على مساحة تفوق 40 كلم² . لكن المساحات الخضراء لا تتعدى 2 كلم² أغلبها طالها النسيان وسكنتها الغربان وأصبحت مرتعا للمنحرفين كحديقة الكندي وحديقة النقابة، في وقت نجد فيه أملاكا مخزنية تحولت إلى تجزئات سكنية في ظروف لا يعلمها إلى الله سبحانه والراسخون في التسمسير العقاري. الصور المرفقة توضح بجلاء الحالة المزرية التي تعانيها المساحات الخضراء.... وسنتحدث في مقال لاحق عن بعض الأراضي التي فوتت لسماسرة العقار وتحولت إلى تجزئات وبقع مجهزة في قلب المدينة في وقت كان الأحرى أن تتحول إلى فضاءات خضراء. نشير إلى أنه حسب المعايير الدولية فلكل شخص الحق في 12 متر²، أي أن ساكنة الفقيه بن صالح في حاجة لأكثر من 13 هكتار² كمساحة خضراء ومتنفس، والغريب في الأمر هو مصادقة المجلس البلدي على تصاميم أحياء لا تتضمن وجود مناطق خضراء وحتى وإن وجدت فإنها تبقى حبيسة الأوراق والتصاميم في غياب المراقبة الصارمة ومنطق دهن السير يسير.. مدينة الفقيه بن صالح تستغيث ... دروب مظلمة ... مياه لا تصلح للشرب... وانعدام متنفسات للاستجمام وملاه للأطفال... فهل من مغيث؟؟