أصبحت ظاهرة التشرميل واقعا يقض مضجع الكثيرين إذ لا يكاد يمر يوم واحد دون أن نسمع أو نقرأ عن هذه الظاهرة فصور المشرملين تملأ الجرائد والصحف الوطنية وحتى المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي حيث انطلقت الشرارة الأولى للتشرميل. لكن ماهي الأسباب حول ظهور هذه الظاهرة وما هي دوافع لجوء الشباب للتمرد ؟؟ الكثير يشتكي ويريد ردع المشرملين وهل المقاربة الأمنية وحدها تنفع حلا للظاهرة؟؟؟ ماذا ننتظر من شباب نشأ على الفراغ الثقافي والروحي والتعبئة بشتى البرامج الساقطة التي يبثها الإعلام الوطني يوميا ؟؟؟ برامج لا تزيد المواطن إلا تأزما نفسيا، وانحلالا أخلاقيا... ابتداءً من سن الطفولة إلى آواخر العمر يبث إعلامنا برامج فارغة من حيث المضمون انطلاقا من الرسوم المتحركة إلى المسلسلات المدبلجة التي لا تزيد المواطن إلا هما على هم مرورا بنشرات الأخبار التي لا تغني لا تسمن من جوع... وقوفا عند برامج الجريمة والعنف التي تكشف عورات الجريمة ونقاط ضعفها التي تصبح نقاط قوة وليس في كل مرة تسلم الجرة.... فضلا عن الإعلام ماذا يُنتظر من شباب يتخبط في الفقر ويتجرع ويلاته يوميا وهو يرى بأم عينيه ملايين الدراهم تصرف في الملاهي والملذات حتى أصبحت السنة كلها مهرجانات وكل مدينة تتباهى على نظيرتها في تبذير المال العام على الغناء والمجون... ماذا ننتظر من شباب نشأ في أحياء تفتقر لأدنى شروط الغذاء الفكري من مكتبات ودور شباب وحتى وإن وجدت فإنها تظل موصدة حتى إشعار آخر... كما تفتقر لأماكن الترفيه من ملاعب رياضية وأماكن تأطيرية مهمتها احتواء الشباب والعناية به وباهتماماته... ماذا ننتظر من منظومة تعليمية فاشلة لا تراعي مستلزمات سوق الشغل ولا تعير أدنى اهتمام لجودة المنتوج بقدر ما تهتم للكمية وتخريج أفواج المعطلين... لست أدافع عن هؤلاء لكن لا يجب علينا أن نتفاجأ أو نصدم إذا رأينا ظواهر في المستقبل أكثر تفاقما من ظاهرة التشرميل .. ظواهر لن نستطيع التحكم فيها إذ كل ما يحصل فهو نتاج ما زرعناه... فلا يمكن لزارع الحنظل أن يجني إلا حنظلا... فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة...