لم تكد تمض الا أيام معدودة عن الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة نصره الله في ذكرى 20 غشت حتى نسي أو تناسى المسؤولين عن الحقل التربوي بجهة تادلة أزيلال مضامينه و توجيهاته التي وضعت الأصبع على مكمن الداء، ليضربوا لنا مثلا في النزاهة والمنافسة الشريفة والغيرة على مصالح الوطن، على طريقة الدول المتخلفة، التي تقبع في الدرك الأسفل أو ما قبل الأسفل بالمفهوم الرياضياتي. وسنذكر مسؤولينا المبجلين بأحد المقاطع الرنانة في مضمون خطاب الملك لعلهم يستشعرون قبح صنيعهم والذي جاء فيه: "فالمهم في هذا المجال، ليس المال أو الجاه، ولا الانتماء الاجتماعي، وإنما هو الضمير الحي الذي يحرك كل واحد منا، وما يتحلى به من غيرة صادقة على وطنه ومصالحه العليا." نعم المهم في الميدان التربوي هو الضمير، الضمير الذي غاب استحضاره عند مسؤولينا عندما أوحي اليهم خبر صدور مذكرة للتباري على منصب رئيس قسم الشؤون التربوية و الخريطة المدرسية والإعلام و التوجيه بأكاديمية جهة تادلة أزيلال والتي صدرت يوم 22_07_2013 من مقر الأكاديمية الجهوية لكنها لم تصل قط الى الجميع، إنما وصلت الى المحظوظين لنكتشف أن مسؤولينا أصيبوا حينها بحمى المناصب الخبيثة فغابت عنهم مبادئ المنافسة الشريفة ولم يستحضروا سوى مبادئ المكر والخداع، فسكتوا وتستروا على المذكرة، أما السواد الأعظم من أطر الإدارة و نساء و رجال التعليم فلم يكتشفوا المكيدة إلا في آخر يوم من أيام الآجال الذي حددته الأكاديمية "13_09_2013" إن الواقعة قد لا تستحق كل هذه الضجة في نظر البعض ولكن تزامنها مع خطاب أعلى سلطة في البلاد و الذي خصص في مجمله للحديث عن التربية و التعليم يجعل الأمر يستدعي وقفة جد متأنية لملامسة واستشعار عمق الآثار النفسية واللاتربوية التي سيخلفها الحدث في نفوس العامة والخاصة في ظل تولي مناصب المسؤولية من قبل من تنعدم فيهم شروط تولي المسؤولية.