حينما تلتفت من حولك ترى ازدحاما أو اكتظاظا ... أو حينما ترى إعلانات ملأت الشوارع ..أو ترى سيارات ملأت الطرقات.أو ترى عائلات تخطط في اقتراض و صرف رواتبها ... فإياك أن تخطئ أو يذهب خيالك بعيدا وتظن أنهم يتحدثون عم معرض كتاب أو إصدار جديد لكتاب لا... أنهم يطيرون فرحا لان سوقا تجاريا جديدا كبيرا وضخما قد تم افتتاحه! فيه كل شيء ...وكل ما يخطر على البال وكانوا يترقبونه بفارغ الصبر منذ وضع حجر الأساس إنهم كانوا يقرؤون )ترقبوا....قريبا ( مئات المرات. عزيزي القارئ أنا لست من الذين ينقم على الأسواق التجارية فهذا متطلب ضروري. أخي القارئ أن مشكلتنا الحقيقية في الاعتناء بالقالب أكثر من القلب كل هذه الكتب وكل هذه العلوم والإمكانيات الهائلة لا تعني شيئا إذ لن نجلس ونقرا ونتعلم . فالقراءة هي مجال يسمح لنا بتقوية الشخصية والانفتاح على ا فاق أرحب و أوسع فمن خلالها نستطيع أن ننظر للحياة من باب أوسع وكما تسهل التعامل والتكيف مع جميع الظروف سواء القاسية أو العادية وكلما تعمقنا فيها أكثر كلما فهمنا الحياة أكثر فكلمة " أمي " لم تعد تقال من لا يعرف كتابة اسمه أومن لا يقدر على تركيب أرقام الهاتف بل تجاوزت هذا المفهوم منذ نهاية القرن 20 لتدل وتشير على من لا يعرف تشغيل الحاسوب واستعماله ونرى أن ديننا الحنيف يدعونا ويوصينا بالعلم وطلبه والبحث عنه مهما صعب الوصول إليه وان أول سورة في القران الكريم نزلت باسم اقرأ حيث يأمر فيها عز وجل عباده بالقراءة ولعل ما يحزن القلب إننا نحن ننعت بأمة إقراء فهذا اسم عكس مسماه وآمل أن يكون اسما على مسماه . هل تعلمون أن % 78 من طلاب الجامعات يتخرجون ولم يستعيروا كتابا واحدا من مكتبة الجامعة طيلة فترتهم الجامعية ناهيك عن نسبة كبيرة من طلاب لا تدخل مكتبة الجامعة أو الثانوية بتاتا . الإحصائيات الأخيرة " لليونسكو " كانت مخيفة جدا . فالمواطن العربي يقرا 6 دقائق في اليوم أما المواطن العالمي فيقرا 36 دقيقة في اليوم وثلث رجال العرب لا يقرئون أصلا أما النساء فحدث ولا حرج . أما الطفل الياباني فيقرا 7 دقائق يوميا أما الطفل الاسرائلي فانه يقرا 13 دقيقة يوميا. هل تعلم أن الورق الذي تستهلكه كل دور النشر العربية يساوي الورق الذي تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة! وفي أمريكا يصدر 50 ألف كتابا جديدا سنويا و10 آلاف مجلة سنويا مقابل الإصدارات العربية باكملها5 آلاف فقط . ويوميا تصدر حول العالم 7 آلاف دراسة علمية جديدة. واعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب اقرأ واختبر سرعة قراءتك . فالإنسان الطبيعي يقرا 250 كلمة في الدقيقة ويوجد أناس قد زادو سرعتهم إلى أضعاف وذالك من كثرة المداومة والقراء. ومن قرأ 21 يوما متواصلة تصبح القراءة عادة متواصلة فيه .هل تعلم أن %70 من المعلومات الموثقة تأتي عن طريق القراءة. أيها القارئ هناك حكمة صينية تقول " إذا أردت أن تعرف مستقبل امة فانظر إلى ما يقرؤوه أطفالها " دع طفلك يراك وأنت تقرا فانه سيأتي بكتابه ويجلس إلى جانبك. حب القراءة لا ينتزع انتزاعا ... بل ينموا بشكل مضطرد . فلنبدأ بكتب الألوان والحروف ثم القصص المصورة التي لا يتجاوز عدد الكلمات في الصفحة الواحدة 20 كلمة . ثم لننتقل إلى مجلات الأطفال الهادفة. واعلموا أن صفحة واحدة يوميا بدون انقطاع خير من 100 صفحة في يوم واحد على مدار السنة . هل تعلم أن المتعة الوحيدة في العالم هي متعة البدء ... إذن فلنبدأ من الآن. عبد الصمد لبرديا غازي [email protected]