تحية خالصة لأسرة التعليم تحت شعار عارك ولدي وفي إطار ما أصبحنا نراه و نلمسه من انحرافات خطير تهدد أبنائنا و مجتمعنا، أتوجه إلى كل ضمير حي في أسرة التعليم التي تعتبر جزءا من كل اسر المجتمع المدني، وان كل واحد منا كآباء و أولياء التلاميذ و التلميذات يضع ثقته التامة في المؤسسات التعليمية و رجالاتها إلى حد القول بان المدارس تعتبر : بمثابة دار الأمان ، و بمثابة معمل يصنع لنا الأجيال النموذجية لبناء مجتمع خالص ، إلا أننا أصبحنا نعيش في مجتمع يخيف الجميع، تحطمت فيه تقاليد المجتمع الذي نطمحه ، بالأمس كنا غير راضين عن ما هو كائن و تعالت صيحات للبحث عن ما ينبغي أن يكون ،إلى أن تحطم كل شيء ، و ها نحن أصبحنا نبكي عن الماضي الذي ضاع منا رغم أخطائه و بهتنة لونه كما كنا ندعي ، أصبحنا أناسا ذات جودة شبيهة بالجودة الصينية ، و هذا لا يعني باني أتوجه باللوم لاسرة التعليم ، بل كلنا شركاء في أخطائنا فالمجتمع بالكامل ، نسينا هويتنا و نسينا كل شيء ، حتى أصبح الفساد شيء عاديا في ما بيننا ، بل أصبح الفساد مفخرة و قيمة اجتماعية فيما بيننا ،و هذا عار علينا ، بالأمس القريب كان الفاسد منا يرجم تنفيذا للعادات و التقاليد الاجتماعية ، أما الآن أصبح الفاسد يتقربون الناس منه و تمجيده ، إلى أن أصبح الفاسدون يسيطرون عن المجتمع كله ،وأصبح العاقل فينا مختل عقليا ،و الآن نخرج إلى الشوارع و نرفع صيحات تجاه المسؤولين لأجل إسقاط الفساد ، يجب آن لا نضحك على أنفسنا ، فا محاربة الفساد هي بأيدينا لماذا نتوجه إلى جهات اخرى ،لان الشعب هو الذي يصنع الحكومات و ليس العكس ، علينا أن نتصالح مع أنفسنا و مع أبنائنا و جيراننا ونبحث عن ثقافة السلم و البناء ، على كل أب أن يصنع أسرة فاضلة ، و القاضي و المحامي و الأستاذ و الفلاح و الموظف و كل ضمير حي أن تكون لدينا جميعا إرادة و قناعة حية لبناء هذا الوطن الحبيب بدلا من تبادل الاتهام و نحن كلنا في قفص الاتهام . بصيحة عالية ومن أعماق قلب صادق ، كفانا من التستر عن أخطائنا ، و حين نصحح أنفسنا ، فحينئذ أكيد بان كل مؤسسات الدولة ستكون مرآة تعكس صحة المجتمع لان من سيقودها هم أبناء المجتمع حين يكونون خالصين لربهم و لوطنهم و شعبهم ،و هكذا سنقضي عن الفساد . في البداية تطرقت إلى أسرة التعليم ، لأننا جميعا نجعل أملنا في هذه الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع وبإمكانها أن تنقد هذا الوطن الحبيب الغالي ،و بطبيعة الحال بدعم من المجتمع قاطبة، وذلك لن يتأتى إلا بعد المصالحة في مابين شرائح المجتمع و هذه الأسرة و تحية لكل افراد اسرة التعليم التي تعتبر جزءا منا.