تاخصايت قرية هادئة إنها قطعة من التاريخ المغربي مازالت صامدة، من أعلى بيوت طينية مهدمة من الخارج فإذا دخلتها أذهلتك النظافة والجمال، إنهم في تاخصايت لا يهتمون بالمظاهر يشبه البعض بيوتهم بالدراويش من الخارج أسمال رثة ومن الداخل قلب ابيض كالبلور ولعله تشبيه في محله. فأهل تاخصايت ناس شرفاء النسب حريصون على سمعتهم متشبثون بعقيدتهم يصلون الصلوات الخمس في أوقاتها، ويحرصون في حفلا تهم على المديح النبوي والأذكار لا يدعون العلم وهم أهله، متواضعون... غير أن شيئا ما يسترعي الانتباه، يجد الآن في تاخصايث فقد دخلت أسلاك الكهرباء بيوت القرية ومن ورائها الفيديو والبرابول، والمقاهي بدأت تظهر وتتطور، وعلى مقاعدها جلس أبناء نفس الجيل الطيب المتواضع المتدين يدخنون السجائر، ويعبون قارورات الصودا، ويقهقهون ويلعبون الكارطة... وتشاهد في الطريق إلى السوق أو العين البنت، في لباس عصري وهي تتأبط ذراع أمها وقد ارتدت الجلباب، ووضعت على وجهها النقاب.. تاخصايت جوهرة عند سفح الأطلس المتوسط تظل شامخة... تطل على قبائل بني موسى التي يكن أبناءها كل الاحترام والتوقير لأبناء سيدي علي بن إبراهيم، الشرفاء الادارسة الذين يبادلونهم مشاعر المودة والتقدير، ويهبون فرحين بزوارهم، كلما حل عيد المولد النبوي الشريف، وحل أبناء تلك القبائل ضيوفا في الموسم السنوي الذي يقام احتفاء بعقيقة النبي صلى الله عليه وسلم .