الملك الراحل الحسن الثاني بمناسبة عيد الشباب (السبت8 يوليوز1972 ) في البيوت نجد نوعين: إما بيت مثر وإما بيت فقير، ونلاحظ أن أبناء الفقراء وأبناء الأغنياء يكبرون متنكرين للبيئة التي يعيشون فيها. أبناء الأثرياء يأخدون على آبائهم وأمهاتهم في غالب الأحيان أنهم لايؤدون فريضة الصلاة، والقليل منهم يرون أقاربهم يصومون ويحتفلون بأعيادهم الدينية وهم يحتفلون بعيد ميلاد المسيح، أو برأس السنة الميلادية في حين أنهم لايحتفلون بعيد المولد النبوي ولابعيد الأضحى، ويأخد هؤلاء على الأبناء على أقاربهم أنهم لم يبيتوا ليلة واحدة يتضورون جوعا ولالبسوا ثيابا رثة بالية ولاذاقوا قساوة البرد، وحين تلتقي هذه التربية تربية-الفشوش- مع عدم تربية الآباء يكبر الأولاد ناقمين على هذه البيئة التي جعلتهم في مأمن من الجوع والبرد، ويأخدون عليها أنها جعلتهم في هذا المأمن. والطبقة الثانية في البيت نجد بيوتات متواضعة جدا، الأم تصلي وتصوم والأب كذلك، ولكن الحالة التي يعيشون فيها والمسكن والبيئة والدار الضيقة التي تكون غالبا في ملك غيرهم، تجعل من إبنهم رغم اطمئنان نفسه من الناحية الروحية يتطلع إلى يوم التخلص من ذلك العش والمجتمع وتلك البيئة حيث تربى، ويريد أن يغير ويقلب رأسا على عقب حياته التى تربى فيها رغم أنها كانت متدينة ناقما على الفقر والجوع وعلى عدم السكن في بيت يلازمه ويتمشى مع مستواه، ويصبح ثائرا على مجتمعه وعلى دينه.