أية "قلة أدب" وأي حمق هذا الذي يدفع صاحبه إلى رفع دعوى قضائية ضد زوجته فقط لأن هذه الزوجة رفضت أن تمكنه من نفسها؟! حصل هذا في عز الكوفيد.. أي أيام الفزع وأيام فر الإنسان من صاحبته وبنيه.. ثم أي تمكين من النفس هذا الذي خلا من ثنائية الإيجاب والقبول.. وخلا من الانجذاب المتبادل.. وخلا من "السرور" المتبادل.. وخلا من الإرادة المتبادلة..؟! شخصيا بدا لي هذا الأمر في منتهى الغرابة والسوريالية.. ورأيي أن اللجوء إلى القضاء من أجل استصدار حكم يقضي بإكراه زوجة على مجامعة زوجها سيسقطنا في ما يمكن أن نسميه "جماع المكرهة".. وجماع "المكره" لا يختلف في أي شيء عن "طلاق المكره".. فإذا كان "طلاق المكره" غير جائز، فإن "جماع المكره" هو أولى بعدم الجواز.. وقد أذهب أبعد من ذلك لأقول إن "جماع المكرهة" في هذه الحالة هو "اغتصاب زوجي" يجرمه القانون في دول كثيرة قطعت أشواطا متقدمة في التحضر وفي احترام المرأة. في كل الأحوال، إذا كان من الضروري أن نشغل القضاء فينبغي أن نشغله بالقضايا الجدية وليس ب"اللي كاين".