أبدت الحكومة الإسبانية المركزية في مدريد بقيادة رئيسها بيدرو سانشيز، قلقها، من قرار المغرب التنقيب على النفط في سواحله الأطلسية قبالة طرفاية، بالقرب من جزر تابعة لمقاطعة الكناري الاسبانية البحرية. وأشارت صحيفة "الاسبانيول" القريبة من حكومة مدريد، إلى أن قيام المغرب بالتنقيب قبل إعادة تنشيط مجموعة العمل بين البلدين بشأن ترسيم حدود المساحات البحرية على الساحل الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط وإنشاء المنطقة الاقتصادية الخالصة، اعتبر قرارا "سيئا" في مدريد ولدى الحكومة المحلية في جزر الكناري، وفق مصادر الصحيفة الاسبانية. وذكرت ذات الصحيفة أن المقربين من رئيس الحكومة الاسبانية يقومون بدراسة المخطط المغربي للتنقيب عن النفط، حيث تقع المنطقة في منتصف المنطقة البحرية المتنازع عليها بين البلدين. وتبعد مدينة طرفاية المغرب عن أقرب جزيرة تابعة لأرخبيل الكناري، جزيرة فويرتيفنتورا، 110 كيلومترات، ما يعني أن الجزر الإسبانية، جغرافيا، تدخل ضمن الحدود البحرية للمملكة المغربية حسب اتفاقية قانون البحار التي تتيح للمغرب 370 كيلومترا. وترفض حكومة الكناري المحلية مخطط المغرب للتنقيب عن النفط ضمن حدوده البحرية، إذ قال رئيسها أنخيل فيكتور توريس، في تصريحات صحفية، أن "حرمة المياه الاقليمية الاسبانية لا مساس به" مؤكدا اعتراضه على التنقيب قرب الأرخبيل الاسباني. ويَعتبر توريس أن "مشروعه التنموي البيئي المستقبلي للجزر"، المتفق عليه مع حكومة بيدرو سانشيز المركزية، لا مكان فيه للمنتجات الطاقية "الملوثة"، حيث منعت شركة "ريبسول" الاسبانية سابقا من التنقيب عن النفط قرب سواحل الجزر، بغية التوجه نحو الاعتماد على الطاقات البديلة. وكانت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، كشفت يوم الأربعاء الماضي، بمجلس النواب أنه تم حفر 67 بئرا خلال الفترة الممتدة بين سنة 2000 و2022، أظهرت أربعون منها عن وجود كميات من الغاز الطبيعي، وأضافت أنه سيتم حفر آبار أخرى. وعلاقة بالمنطقة البحرية لطرفاية أكادير، أوردت المسؤولة أنه تم حفر 7 آبار، ثلاثة منها بالمياه غير العميقة حيث ثبت وجود بترول ثقيل وخفيف نسبيا في اثنين منها بكل من منطقة طرفاية وإيفني البحريتين، في حين تم حفر 4 آبار بالمياه العميقة كشفت 3 منها عن مؤشرات البترول والغاز. ويعتبر الخط الجيولوجي الممتد على طول الساحل الأطلسي، غنيا بالمعادن ومصادر الطاقة، ما حدا بالبرلمان المغربي بإقرار قانونين يسمحان بتحديد المناطق البحرية الخاصة بالمملكة، الأمر الذي أشير له في إسبانيا على أنه من مسببات تأزم العلاقات المغربية الاسبانية وتفجرها خلال أزمة غالي. ويبقى جبل "تروبيك" الغارق في الأطلسي والواقع ما بين المغرب والأرخبيل الإسباني، من أبرز أسباب تعثر إنشاء المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، حيث يغنى هذا الجبل وبقية البراكين العملاقة الغواصة في جزر الكناري بقشرة من المنغنيز الحديدي الغني جدًا بالمعادن المهمة، مثل الكوبالت والأتربة النادرة والبلاتين.