طالب مقترح من المجموعة البرلمانية للحزب الشعبي الإسباني، باستقالة وزير الداخلية فرناندو مارلاسكا على خلفية اختراق المئات من المهاجرين غير النظاميين سياج مليلية الأسبوع الماضي. وحرض النائب عن الحزب خوسيه أورتيز في الجلسة العامة للكونغرس الإسباني على "استقالة فورية" لمارلاسكا ووزير الدمج والضمان الاجتماعي والهجرة خوسيه لويس إسكريفا، بسبب ما اعتبره حزبه "مكافأة " من الحكومة للمهاجرين المخترقين لقبولها طلبات لجوئهم في إسبانيا. وفي ذات الصدد، اعتبرت المجموعة البرلمانية أنها "ملتزمة بخطة بحيث لا يستخدم المغرب سبتة ومليلية من أجل الضغط على إسبانيا، فضلاً عن لجنة وزارية تعالج المشاكل المحددة لكلا المنطقتين". وطرح النائب الاسباني تسعة مقترحات من حزبه تهدف إلى الدفاع عن "حدود" إسبانيا، الأول يتعلق بالطرد العاجل لجميع المهاجرين الذين دخلوا بشكل غير نظامي وعنيف، وفقا للحزب. وقال إن "ال 850 شخصًا الذين دخلوا بالاعتداء على السياج ومهاجمة خمسين عميلًا بالعصي والخطافات ..لم تعدهم الحكومة فحسب، بل قبلت أيضًا 809 طلبات لجوء "أتاحت لهم التنقل" وأضاف النائب الذي وصف هذا الإجراء بأنه "مخجل"، قائلا "بدلاً من إعادتهم إلى الوطن، تمنحهم جائزة ويسمح لهم بالتنقل في جميع أنحاء أراضينا وأوروبا". واقترح الحزب الشعبي المعارض، زيادة عدد أفراد الشرطة والحرس المدني في مدينتي سبتة ومليلية، بالإضافة إلى ضم كليهما الى منطقة شنغن "دون أي استثناء"، بهدف أن تكون فرونتكس، الهيئة الأوروبية لمراقبة الحدود، قادرة على التمركز على "حدود " المدينتين، وفق النائب ذاته. كما طالب الحزب الشعبي بتفعيل بروتوكول عمل للحالات الخطيرة يضمن سلامة العملاء ونظام عمل منسق مع القوات المسلحة وتعزيز الأسيجة على الفور. وانساقت "مقترحات " الحزب الشعبي مع أطروحات حزب "فوكس" العدائية ضد المغرب خلال الأشهر الاخيرة، وظهر جليا تكوينهما "جبهة برلمانية مشتركة"، وقال النائب عن الحزب اليميني المتطرف خافيير أورتيجا سميث، إن "سبتة ومليلية ليستا مغربيتان، لم تكونا ولن تكونا كذلك"، حسب تعبيره. وزاد قائلا، "أولئك الذين دخلوا مليلية ليسوا لاجئين، بل مهاجمون عنيفون لحدودنا"، واتهم أورتيجا سميث المغرب بأنه لا يساعد في مراقبة "الحدود"، لكنه "يبتز حكومة إسبانيا ويثير غزوًا في المدينتين وجزر الكناري". في المقابل شهدت الجلسة البرلمانية ظهور صوت متعقل بعيد عن الخطابات السياسية الشعبوية اليمينية، حيث قال النائب عن الحزب الشعبي ريكاردو تارنو بلانكو، في خطابه إلى أن إسبانيا تواجه مشكلة "معقدة للغاية" وأن حماية الحدود ليس الحل الوحيد. ودافع تارنو عن مكافحة الهجرة في البلدان الأصلية، متوقعا أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى مجاعة في إفريقيا، وبالتالي سيؤدي إلى حركات هجرة معقدة. وأشار إلى ضرورة ضبط النفس والحاجة إلى العمل المشترك مع المغرب، الذي أبعد في الأيام الأخيرة 900 شخص من تخوم مليلية، في اشارة واضحة على تعاونه في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية.