مع العودة القياسية لعمليات الهجرة غير النظامية نحو سواحل إقليم الاندلس وجزر الكناري وكذا صوب مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين خلال الأيام الماضية، عاد حزب "فوكس" اليميني المتطرف إلى مهاجمة المغرب من داخل البرلمان الإسباني، حيث اتهم سلطاته هذه المرة ب"التواطؤ" مع شبكات الهجرة غير الشرعية، وذلك خلال محاولته إقناع الحكومة اليسارية بفرض الإعادة الفورية للمهاجرين إلى المغرب، وهو الأمر الذي باء بالفشل. وخلال مشاركته في جلسة لمجلس النواب يوم أمس الخميس، طرح الأمين العام لحزب "فوكس"، خافيير أورتيغا سميث، وهو إسباني من أصل أرجنتيني، مبادرة تشريعية تسمح لعناصر الشرطة الوطنية والحرس المدني على الجانب الإسباني من حدود مدينتي سبتة ومليلية بتطبيق ما يسمى "الإعادة الساخنة"، أي إرجاع المهاجرين السريين المتسللين إلى المدينتين بالقوة وفورا إلى الجانب المغربي من الحدود. وضمن مداخلته أمام البرلمان اتهم النائب اليميني المتطرف المغربَ ب"التواطؤ" مع شبكات الهجرة غير الشرعية، قائلا إن سلطاته "تتفاوض" مع عصابات الاتجار بالبشر، معتبرا هذه الاتهامات مدخلا لفرض عمليات الإرجاع الفوري للمهاجرين السريين إلى المغرب، وأضاف "القانون الدولي والمعاهدات الدولية والدستور الإسباني يتيحون لنا الحق الكامل في حماية حدودنا". واستند أورتيغا سميث أيضا إلى حكم صادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بستراسبورغ الفرنسية في فبراير من هذا العام، في دعوى رفعها مواطنون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ضد الحكومة الإسبانية بعد إعادتهم من طرف أمن الحدود مباشرة إلى المغرب بعد وصولهم إلى تراب مدينة سبتة، حيث اعتبرت أن اقتحامهم السياج الحدودي عنوة يعد أمرا غير شرعي لذلك فإن إرجاعهم إلى التراب المغربي "لا يتنافى مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان". وانتقد السياسي اليميني الدعم المالي الذي تمنحه الحكومة الإسبانية للمغرب في إطار مساعدته على حماية حدوده والتصدي للمهاجرين غير الشرعيين، موردا أن تلك المبالغ كان من الأفضل أن تسلم إلى أجهزة الشرطة والحرس المدني من أجل دعمهم في مواجهة موجات الهجرة، بما يساعدهم على فرض إرجاع المهاجرين المتسللين فورا. ورغم أن مقترح أورتيغا سميث كان مصيره الفشل بعدما لقي معارضة من أحزاب الائتلاف الحكومي اليساري، وتحديدا الحزب العمالي الاشتراكي وحزب "بوديموس" الراديكالي، إلا أن البرلماني اليميني أشاد في المقابل بالسياج الجديد الذي تنشؤه الحكومة على طول الحدود مع مدينة سبتة والذي يبلغ علوه 10 أمتار، معتبرا أنه لا يختلف عن الفكرة التي طرحها حزبه بخصوص إنشاء جدار من الإسمنت المسلح يعزل المدينتين عن باقي التراب المغربي.