على الرغم من أن تعداد حالات الإصابة بفيروس "كورونا المستجد" في إسبانيا بلغ أمس الثلاثاء 1622 شخصا، إلا أن الخبر الأبرز كان هو الإعلان عن إصابة الأمين العام لحزب فوكس اليميني المتطرف، خافير أورتيغا سميث، بالمرض ووضعه رهن الحجر الصحي، وهو الذي يسبق أن دعا إلى طرد المهاجرين بمن فيهم المغاربة باعتبارهم مصدرا للأمراض الخطيرة المعدية. وأعلن حزب "فوكس" رسميا أمس تأكد إصابة أمينه العام بالفيروس، وهو الذي يحمل مهام سياسية أخرى، أبرزها العضوية في البرلمان الإسباني بالإضافة إلى كونه عوضا في المجلس المحلي لمدريد وناطقا رسميا باسم منتخبي حزبه فيه، ليكون بذلك أبرز سياسي إسباني يصاب بهذا المرض الذي أنهى حياة 35 شخصا أغلبهم في العاصمة. واشتهر أورتيغا بقناعاته الفرانكاوية المُعلنة وخطاباته المغرقة في العنصرية، أبرزها اتهمه في مهرجان خطابي المهاجرين بنقل الإيدز وإيبولا والعديد من الأمراض الخطيرة إلى إسبانيا، بالإضافة إلى اعتبارهم سببا في مشاكل البلد الاقتصادية والاجتماعية، علما أنه أيضا من أصول مهاجرة، فرغم أن أباه إسباني إلا أن أمه أرجنتينية. ويعد أورتيغا الذي يعمل محاميا، من أشد المعادين للمغاربة الذين توعدهم مرارا بالطرد خلال حملاته الانتخابية، كما سبق له أن تعهد بالعمل على وقف الدعم الأوروبي للمغرب بخصوص الهجرة بعدما اعتبره "متساهلا" مع وصول المهاجرين غير النظاميين إلى تراب بلاده، متهما الرباط باستخدام هذه الورقة للضغط على إسبانيا. وللمفارقة، فإن السياسي المذكور الموجود حاليا في حالة عزل، سبق أن دعا إلى "عزل" مدينتي سبتة ومليلية بواسطة جدار من الإسمنت المسلح لمنع المهاجرين غير النظاميين من التسلل عبر السياج الحدودي، وهو الأمر الذي ظل يلوم المغرب أيضا بالوقوف وراءه معتبرا أنه يعمل على "إغراق" المدينتين بالقاصرين بشكل "ممنهج". يشار إلى أن إسبانيا أصبحت ثاني أكثر الدول الأوروبية في تعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بعد إيطاليا التي سجلت نحو 9200 حالة إصابة مؤكدة من بينها 463 حالة وفاة، وقبل فرنسا التي سجلت 1412 حالة إصابة من بينها حالة وزير الثقافة، والتي سُجلت بها 30 حالة وفاة، وألمانيا التي سجلت 1225 حالة إصابة من بينها حالتا وفاة.