تكريم نساء في العنق الذي سيتحول إلى معرض فني. هذه خلاصة فكرة رائعة يقدمها رامي فجاج المدير الفني لمهرجان كازا موجة، ومن أبرز تجلياتها تلك الابتسامة الفريدة للمناضلة أسية الوديع، كما تبدو في جدارية وهي تحضن طفلا، وقد كان هذا أسلوبها في احتضان النزلاء والأحداث. وصلنا 30 جدارية في حي العنق يوضح رامي فجاج المدير الفني لمهرجان كازا موجة، وتبرز فيها بصمة تكريم نساء. وقد حرصنا على أخذ اذن أسرة الراحلة أسية الوديع، واشتغلنا على شخصيتها وما كانت تحبه وتبدع فيه.. فلم يكن عمل الفنان يقتصر فقط على وصفها أو رسمها، وانما ترجمة الرسالة التي آمنت بها.. وسيشعر بها المارة، وسيقرؤون في عينيها رسائل إمرأة ناضلت من أجل الأطفال والأحداث والمقهورين وكانت تعتز بالعمل الذي تقوم به. عبر صلاح الوديع المناضل السياسي شقيق الراحلة أسية الوديع الشهيرة بلقب "ماما آسية" عن سعادته لالتفاتة جميلة ورسالة بليغة لجدارية حاولت عبر رسم ملامح إمرأة إستثنائية تخليد وجه حمل الكثير من معاني الإنسانية وزرع العديد من القيم، خارج وخلف القضبان على حد سواء. وأشار صلاح الوديع في حديثه ل"فبراير"، إلى أن هذه المناسبة هي أيضا فرصة للاحتفال بالقيم التي جسدتها "ماما أسية" في حياتها، سواء المهنية أو المبادرات الإنسانية التي كانت تشرف عليها. وتابع شقيق الراحلة "ماما أسية"، أن الجدارية هي تكريم أيضا لعملها بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، خصوصا شق سجناء الأحداث، وهي التي كانت تلح على أن وجود هؤلاء الأحداث داخل السجن لا يجب أن يكون نهاية، وإنما بداية لحياة جديدة يتأقلمون معها بعد مغادرتهم أسوار السجن. ومن بين الرسائل التي سعت الراحلة لإيصالها أن السجن إذا اعتبر حرمانا للحياة، فلايجب أن يعتبر حرمانا للكرامة. تقرؤون أيضا: جدراية كرمت "ماما أسية".. المرأة التي قالت.. حرمنا السجين حريته فلا نحرمه كرامته