خلفت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها المملكة، خاصة المسجلة خلال نهاية شهر نونبر الماضي بإقليم برشيد، ارتياحا كبيرا في أوساط الفلاحين والمهتمين بالقطاع الزراعي على وجه الخصوص، مما يبشر بموسم فلاحي واعد. ومن شأن هذه التساقطات المطرية، التي عرفتها مختلف جهات المملكة، أن تنعش آمال الفلاحين حتى يكون الموسم الفلاحي الحالي في مستوى تطلعات الفاعلين في القطاع الفلاحي. وسيكون لهذه الأمطار، التي تهاطلت خاصة بهذ الإقليم، وقع جد إيجابي، رغم تأخرها، في الرفع من وتيرة عمليات الحرث والزرع لمختلف الزراعات من حبوب خريفية وقطاني غذائية وزراعات كلئية. ونفس الوقع سيكون على الأشجار المثمرة، حيث ستهيئ للفلاحين الظروف المناسبة لمواصلة غرس مساحات جديدة، فضلا عن انعكاساتها الإيجابية على قطيع المواشي عبر توفير الأعلاف بالمجالات الرعوية والأراضي المستريحة، ويبقى نجاح الموسم الفلاحي الحالي رهين بالأساس بالتساقطات المطرية المقبلة وبتوزيعها المنتظم في المكان والزمان حسب أطوار نمو جل المزروعات. وإسهاما منها في ضمان انطلاقة جيدة للموسم الفلاحي الحالي، ذكر المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة ببرشيد حسان سعد زغلول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مصالح وزارة الفلاحة بالإقليم تقوم بتنظيم حملات تحسيسية لفائدة الفلاحين في جميع المجالات وذلك موازاة مع مراحل نمو المزروعات، تروم استعمال البذور المختارة والأسمدة ومحاربة الأعشاب الضارة والأمراض الطفيلية. وتابع أن الكميات المباعة من البذور المختارة للحبوب الخريفية بلغت 41.100 قنطار عبر 18 نقطة بيع موزعة على الجماعات الترابية بالإقليم. وتماشيا مع أهداف استراتيجية الجيل الأخضر، أوضح زغلول أن المديرية الإقليمية للفلاحة ببرشيد تبنت نظام الزرع المباشر على مساحة 2000 هكتار هذا الموسم في أفق إنجاز 30 ألف هكتار سنة 2030، كوسيلة لتكثيف زراعة الحبوب وزيادة دخل الفلاحين والحد من تأثيرات التغيرات المناخية. وتشكل الزراعة الحافظة مجموعة من العمليات الفلاحية التي تهدف إلى استدامة الأنشطة الزراعية وتعمل بالأساس على التقليص من عملية الحرث أو حذفها نهائيا من أجل تحسين الحياة البيولوجية في التربة والمحافظة عليها. وحسب المدير الإقليمي للفلاحة، يعتمد نظام الزرع المباشر على حذف عملية الحرث قبل الزرع، والقيام بعملية البذر والتسميد في آن واحد وفي عملية واحدة وذلك بهدف تحسين بنية وخصوبة التربة وتحسين قدرة التربة، على تخزين الماء واستعماله وكذا التخفيض من كلفة الإنتاج. وتروم هذه العملية تحديد عوائق تبني الزراعة الحافظة من طرف صغار الفلاحين وطرق تشجيع تبني هذا النظام الزراعي وتحديد وتجريب آليات وبذارات مع حزمة ناجعة من التقنيات الزراعية، والرفع من قدرات الفاعلين في المجال الفلاحي من أجل تشجيع و تبني الزراعة الحافظة والمستدامة.