قال باحثون في جامعة "لانكستير" البريطانية، إن بحثا جديدا أظهر بالدليل الملموس، أن السياسة الدولية التي تم سنها لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة عقود عبر بروتوكول "مونتيريال"، تحمي الأرض من مسار التغير المناخي الشديد، الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية. وخلصت الجامعة في دراسة نشرت في مجلة Nature العلمية، إلى نتائج مفادها، أنه كان من الممكن أن يؤدي استمرار النمو في مركبات الكربون الكلورية فلورية إلى انهيار عالمي في طبقة الأوزون بحلول الأربعينيات من القرن الحالي. وأضافت أنه وبدون بروتوكول مونتريال، يقدر العلماء أنه كان سيكون هناك 325-690 مليار طن أقل من الكربون المحتجز في النباتات والتربة في نهاية هذا القرن، سيمنع الحفاظ على الكتلة الحيوية للنبات، زيادة درجة حرارة الأرض بمقدار 0.85 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن، هذا إضافة إلى منع 1.7 درجة مئوية من الاحترار الذي قد ينجم عن تأثير الاحتباس الحراري للمواد المستنفدة للأوزون. وأشارت الدراسة أنه وبحلول عام 2100 سيكون هناك 60٪ أقل من الأوزون فوق المناطق المدارية، مؤكدة أن هذا المستوى من النضوب كان أسوأ مما لوحظ في ثقب الأوزون في القطب الجنوبي. وأوردت المجلة الأمريكية أنه وبحلول عام 2050، ستكون كثافة الأشعة فوق البنفسجية الشمسية، التي تصل إلى الأرض في خطوط العرض الوسطى، والتي تشمل معظم أوروبا والولايات المتحدة وآسيا الوسطى، أعلى مما هي عليه اليوم في المناطق الاستوائية. ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Nature، فإن الحظر العالمي لمركبات "الكلوروفلوروكربون" وغيرها من المواد المستنفِذة للأوزون، المنصوص عليها في بروتوكول مونتريال لعام 1987 وتعديلاته اللاحقة، قد منع الانهيار النهائي لطبقة الأوزون، وبالتالي تؤمن حماية الغطاء النباتي من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وقد أدى ذلك، تضيف المجلة الأمريكية، إلى الحفاظ على قدرة الكوكب على امتصاص وتخزين الكربون من الغلاف الجوي ككتلة حيوية نباتية ومنع حدوث زيادة كبيرة في درجات الحرارة العالمية بحلول نهاية القرن. وأشارت الدراسة البريطانية أن العلماء أدركوا أن المواد المستنفِذة للأوزون، هي أيضًا غازات دفيئة قوية تحبس الحرارة في الغلاف الجوي، وقد أكدت هذه الدراسة أن بروتوكول مونتريال قد قلل من الاحترار الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وذكرت Nature أن هذه الدراسة، التي قادتها جامعة لانكستر، هي الأولى التي تُظهر أن الحفاظ على النباتات يمنع زيادة كبيرة في الاحترار، وهو أمر لم يتم التفكير فيه من قبل.