أكد السيد عبد الرحيم شكور رئيس قسم بوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أن المغرب، الذي عمل على الوفاء بالتزاماته على المستوى البيئي وفقا لمقتضيات برتوكول مونريال، نجح في القضاء نهائيا، وقبل سنتين من الموعد المحدد، على استخدام مركبات الكربون (الكلوروفلوروكربون) المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وعن الكثير من الدمار الذي لحق بطبقة الأوزون. وأضاف المسؤول المغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاحتفال باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، الذي يصادف 16 شتنبر من كل سنة، والذي يحتفى به هذا العام تحت شعار "القضاء على مركبات الكربون (الكلوروفلوروكربون) "فرصة ينبغي اغتنامها" لتعميق هذا المسار، مسجلا أن بروتوكول مونريال، الذي وقعه المغرب في مارس 1996 ، جاء ليرسي "آلية جيدة للغاية لفائدة تنمية صناعية مستدامة بيئيا". ويهدف برتوكول مونوريال لحماية طبقة الأوزون إلى التخلص التدريجي من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وذلك من خلال الامتناع التام عن إنتاج واستخدام مركبات الكربون (الكلورية الفلورية)، الموظفة أساسا في صناعة أدوات التبريد (مكيفات الهواء والثلاجات والمجمدات الصناعية أو المنزلية) والمنظفات الصناعية وبعض أنواع الوقود، باستثناء كميات صغيرة موجهة أساسا للاستخدام الطبي. وتوقف السيد شكور عند البرنامج الوطني لتحويل الصناعات المستخدمة لمركبات الكربون الهيدروكلورية فلورية الذي وضعته وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية ومهنيي القطاع الصناعي. وأضاف أن هذا البرنامج، الذي تم إنجازه في إطار ورشتي عمل بمساهمة خبراء وطنيين ودوليين، تمت المصادقة عليه في يوليوز 2011 ، وسيتم عرضه في شهر نونبر المقبل ليحظى بالقبول لدى اللجنة التنفيذية للصندوق المتعدد الأطراف. ويهدف هذا الصندوق، الذي يعد المغرب أحد أعضاء لجنته التنفيذية منذ ست سنوات مضت، إلى مساعدة البلدان النامية على تحمل تكلفة عملية تحويل الصناعات المستعملة للمواد المدرجة في إطار خانة المنع بإحلال مواد بديلة مصرح باستعمالها. وعلى صعيد آخر، رحب السيد شكور بتقليص المدد المعتمدة في الجدول الزمني لسحب استعمال مركبات الكربون (الكلوروفلوروكربون) في عشر سنوات، أي بتحقيق هدف الانتهاء بشكل كامل من استعمال هذه المركبات بحلول 2020 بالنسبة للبلدان المتقدمة و2030 بالنسبة للدول النامية. وتوجد هذه المركبات، التي تعمل على تدمير طبقة الأوزون الحامية لكوكب الأرض والمولدة لظاهرة الاحتباس الحراري، في بعض المبردات وأنظمة تكييف الهواء. وكان العلماء قد بادروا أواخر 1970 إلى دق ناقوس الخطر بعد اكتشافهم لتدهور كبير في طبقة الأوزون، وهو التدهور الدي سمح بترشيح الأشعة فوق البنفسجية الأكثر ضررا وبارتفاع المخاطر على الحياة البرية (ارتفاع حالات إصابة الجلد بالسرطان والشيخوخة، وازدياد حالات الإصابة في الجهاز المناعي، وتقليص مدة حياة بعض المواد كالدهانات والبلاستيك). ولهذه الأسباب، تم اتخاذ عدة خطوات للحفاظ على طبقة الأوزون، منها على الخصوص، بروتوكول مونريال المعدل لاتفاقية فيينا التي اعتمدت في 22 مارس 1985. وبحسب العلماء المتابعين لهذا الموضوع، فقد كان للجهود المبذولة في هذا المجال الأثر الإيجابي، ومن المرتقب، إذا ما استمر مسلسل تطبيق هذه المقتضيات الحمائية للبيئة أن تستعيد طبقة الأوزون عافيتها في 2050 .