أعلنت وزارة الداخلية، مساء اليوم الأربعاء الرابع والعشرين من مارس الجاري، عن رفضها التام للتصريحات والادعاءات المغرضة، التي أدلى بها المعطي منجب، في شريط فيديو يتم تداوله على بعض المواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، فور حصوله على الإفراج المؤقت بقرار قضائي. وذكر بلاغ للوزارة المذكورة، أن تصريحات المعطي منجب "تهدف إلى تضليل الرأي العام الوطني والدولي والمس بالصورة الحقوقية للمملكة، حيث عبر بسوء نية لمفاهيم ومصطلحات دخيلة وبعيدة كل البعد عن واقع وطبيعة عمل مؤسساتنا الوطنية، من قبيل مصطلحات "البوليس السياسي" و"الأمن السياسي" ووجود "بنية سرية تهدد سلامة المغاربة". وأضاف المصدر نفسه، أن عمل المؤسسات الأمنية "يبقى مؤطرا بالأحكام الدستورية والمواثيق الدولية والقوانين الوطنية، مما يخول لها ممارسة مهامها النبيلة في المحافظة على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات، بكل ما تقتضيه مبادئ الشفافية وقواعد الحكامة الأمنية، خاصة وأن كفاءتها تشكل موضوع إشادة بالداخل كما بالخارج، كمؤسسات مشهود لها بالتفاني ونكران الذات في خدمة الوطن والمواطنين". وأردف البلاغ ذاته، "أن هذه الأساليب المنحطة لن يثني مؤسسات الدولة عن مواصلة التطبيق السليم والصارم للمقتضيات القانونية في مواجهة أي كان ممن يعتقدون توفرهم على الحصانة القانونية لمجرد توفرهم على ازدواجية الجنسية، فجميع المغاربة متساوون أمام القانون وملزمون بالامتثال له، بدون محاباة ولا تمييز". ويذكر أن قاضي التحقيق بالرباط قرر منح المؤرخ والأكاديمي المعطي منجب السراح المؤقت، وإغلاق الحدود في وجهه مع سحب جواز سفره، في انتظار استكمال مسطرة المتابعة. وطلب منجب، في وقت سابق أن ينقل إلى مركز استشفائي، بحسب ما نقلت اللجنة الفرنسية لدعمه، يوم أمس الاثنين المنصرم. وجاء في بيان "المعطي منجب يطلب نقله إلى مركز استشفائي لكي يتابعه طبيب قلب ويستمر في إضرابه عن الطعام تحت مراقبة طبية". وقد باشر منجب إضرابه في الرابع من مارس. وأوضح البيان أن "المعطي منجب يعاني من أمراض مزمنة (سكري وعدم انتظام في ضربات القلب) ويعاني من وهن واضح بعد إضراب عن الطعام مستمر منذ 18 يوما. وفقد وعيه مرات عدة". وشددت لجنة الدعم الفرنسية على "مسؤولية السلطات المغربية والفرنسية أمام الخطر المحدق بحياة المعطي منجب بسبب الإضراب عن الطعام. ويحمل المعطي منجب الجنسيتين المغربية والجزائرية. والناشط الحقوقي والصحافي محتجز في سجن العرجات قرب الرباط. وكان قد أوقف في 29 كانون الأول/ديسمبر في إطار تحقيق بتهمة "غسل أموال" وهي وقائع ينفيها. وكان قد ناشد سياسيون وحقوقيون وصحفيون وجامعيون، الحقوقي والمؤرخ المعطي منجب، من أجل إيقاف الإضراب عن الطعام، الذي يخوضه منذ ال4 من مارس الجاري، بالسجن المحلي العرجات. وجاء في النداء، الذي يحمل حوالي خمسين توقيعاً، "حياتك وصحتك وحريتك تهمنا. باسم كل المثل، التي نتقاسمها كلها، لأنها قيمنا التي أسدى من أجلها الكثيرون كل الجهد والتضحيات لكي تترسخ العدالة والمساواة والكرامة والحرية والديمقراطية كخيارات حقيقية ولكي يشعر المواطن بإنسانيته في وطنه، فإننا من مختلف مواقعنا ندعوك أن توقف الإضراب عن الطعام، لما يترتب عنه حالا واستقبالا من مخاطر على حياتك وسلامتك". وتابع الموقعون: "إننا نناشدك أن تتفاعل بإيجابية مع ندائنا، فسلامتك وصحتك تهمنا، مؤكدين على "ضرورة إطلاق سراحك وضمان حقك في المحاكمة العادلة والحق في الدفاع بكل الشروط المقررة في القانون الوطني والمواثيق الدولية". وكان منجب أعلن خوض إضراب عن الطعام للاحتجاج على "الظلم والاضطهاد الذي أتعرض له" و"اعتقالي التعسفي" و"الحكم عليّ غيابيا حتى لا أستطيع الدفاع عن نفسي"، ويتابع المعطي بتهمة "المس بأمن الدولة الداخلي والنصب"، في قضية تعود إلى العام 2015. تقرؤون أيضا: هكذا علق منصف المرزوقي على إطلاق سراح المعطي منجب عصيد: الإفراج عن منجب خطوة إيجابية وننتظر إطلاق سراح بوعشرين والريسوني الناشط والمؤرخ منجب يطلب أن ينقل إلى مركز استشفائي