منحت المحكمة الابتدائية بالرباط، أمس الثلاثاء، السراح المؤقت، للناشط الحقوقي والمؤرخ المعطي منجب، بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله بتهمة "غسيل الأموال"، في سجن العرجات بسلا. وفي هذا الصدد، عبر المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان، عن تفاؤله بهذا القرار، معتبرا إياه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، ورافضا "المحاولات المكشوفة واليائسة لإسكات المعطي ومنعه من حقه في التعبير عن آرائه إزاء ما تشهده بلادنا من انتكاسات مسترسلة لواقع حقوق الإنسان والوضع السياسي المتردي". وقال المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان، في بيان توصلت "فبراير" بنسخة منه، إن "حملات التشهير، التي يتعرض لها، من لدن بعض المنابر الإعلامية الصفراء سلوكا مرفوضا وغير مقبول، ويمس بمصداقية ونزاهة الإعلام المغربي". وطالب المكتب "بإسقاط التهم الموجهة للناشط الحقوقي والأكاديمي المعطي منجب، ورد الاعتبار له، وحمايته من الاستهداف المشين والمجاني كمواطن مغربي". كما طالب "بضرورة حماية المدافعين عن حقوق الإنسان ببلادنا من المتابعات والتضييق الممنهج على حرية التعبير والرأي، والكف عن سياسة الاستهداف الإعلامي في حقهم، عبر الأقلام المأجورة". ويدعو المصدر ذاته إلى "تعميم هذه الالتفاتة الإيجابية على باقي المعتقلين على خلفية سياسية، قادة حراك الريف، الإعلامي توفيق بوعشرين، سليمان الريسوني وباقي النشطاء المغاربة الموقوفين على خلفية آرائهم ومواقفهم السياسية والحقوقية". وكان الناشط الحقوقي المعطي، قد خاض إضرابا دام زهاء عشرين يوما، للاحتجاج على "الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له" و"اعتقاله التعسفي" و"الحكم عليّه غيابيا حتى لا يستطيع الدفاع عن نفسه". وكان قد ناشد سياسيون وحقوقيون وصحفيون وجامعيون، الحقوقي والمؤرخ المعطي منجب، من أجل إيقاف الإضراب عن الطعام، الذي كان يخوضه منذ ال4 من مارس الجاري، بالسجن المحلي العرجات. وجاء في النداء، الذي يحمل حوالي خمسين توقيعاً، "حياتك وصحتك وحريتك تهمنا. باسم كل المثل، التي نتقاسمها كلها، لأنها قيمنا التي أسدى من أجلها الكثيرون كل الجهد والتضحيات لكي تترسخ العدالة والمساواة والكرامة والحرية والديمقراطية كخيارات حقيقية ولكي يشعر المواطن بإنسانيته في وطنه، فإننا من مختلف مواقعنا ندعوك أن توقف الإضراب عن الطعام، لما يترتب عنه حالا واستقبالا من مخاطر على حياتك وسلامتك". وتابع الموقعون: "إننا نناشدك أن تتفاعل بإيجابية مع ندائنا، فسلامتك وصحتك تهمنا، مؤكدين على "ضرورة إطلاق سراحك وضمان حقك في المحاكمة العادلة والحق في الدفاع بكل الشروط المقررة في القانون الوطني والمواثيق الدولية". وأعرب المتضامنون معه في المغرب وفرنسا، التي يحمل جنسيتها أيضا، عن "القلق البالغ" إزاء تداعيات الإضراب عن الطعام "على صحته وحياته" بالنظر إلى معاناته من عدة أمراض مزمنة، داعين إلى "إنقاذ حياته". تقرؤون أيضا: أغلقت الحدود في وجهه.. المحكمة تمنح السراح المؤقت للمؤرخ المعطي منجب وأخيرا منجب يعانق الحرية