قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، أثناء تأبينه محمد الوفا الذي توفي صباح اليوم، لم يكن بيني وبين الوفا اتصال مباشر في السابق، لكن كنت أحضر لمناسبات الاستقلال، وألتقيه ولم تتجاوز علاقتنا وقتها حد التحية والسلام، وبعد أن عينني الملك رئيسا للحكومة، واختلفنا في حقيبة التعليم واقترحوا علي الوفا فرحت لذلك وقدمت الإسم للملك وهو رجل مرح ولطيف، واشتغلنا من 2012 حتى مغادرتنا للحكومة وزاد بنكيران، أريد ان اقول اليوم ان هذا الرجل اسمه يتطابق مع حقيقته، كان رجلا وفيا ومنذ أن أعفاني الملك يزورني أسبوعيا كل يوم ثلاثاء، وكان يتزامن مع زيارة نبيل بنعبد الله، وبعدها أجلنا الزيارة الى الأربعاء وكنا نتبادل أطراف الحديث،ولا يغادر بيتي حتى يصلي المغرب والعشاء. وأضاف بنكيران في بث مباشر على الفيسبوك، أن الوفا كان معي في الحكومة ويتميز بالفهم السريع، يفهم الآخرين أكثر من اي شخص آخر، "كان حاضي معايا"، وخلال المدة ارتكب عدة أخطاء وله عيوب، ولكن كان "عندي عزيزي وكنثيق فيه"، وأرى فيه شخصا مخلصا لوطنه ولدينه ولملكه. وأشار بنكيران أن الوفا يوم مغادرة حزب الاستقلال للحكومة، لم يكن ينوي المغادرة ولم يستمع للحزب لأسباب حقيقية، ولو يقدم استقالته، وعند تشكيل الحكومة الثانية اختلفت مع فؤاد علي الهمة عن اللائحة، وكان من عناصر المفاوضات بقاء الوفا في الحكومة وكان المرحوم باها حاضرا،. وفي آخر اجتماع للحكومة، ألقى كلمة غريبة قال فيها سأذهب لمدينة الجديدة لأنني خارج الحكومة، وأخبرته أنك باق في الحكومة ولن تغادر إن شاء الله، وكان متميزا في وزارة التعليم وفي وزارة الحكامة. ومن الطرائف أيضا يضيف بنكيران، بعد تعيين الحكومة ولحظة افتتاح البرلمان وبعد دخول الوفا للقبة من الباب السفلي انفجرت القاعة بالتصفيق نظرا لمكانته، وكان يناصر الحكومة بدون تحفظ وكلماته في البرلمان معروفة. وزاد بنكيران وهو يجهش بالبكاء، كان رجلا مراكشيا ومرحا وعارف بمقالب الآخرين، وله مواقف ممتازة ونذكر قضية ذكره لوالدته في التلفزة، وكان يجمعنا ود كبير قريب بعض الشيء لمرتبة محمد باها. واستطرد بنكيران، فرحت كثيرا لتركه التدخين بعد تدخل الدكتور زدوح الذي أجرى له العملية، وكان يحب الحياة والمرح، ولم يقل يوما كلمة العار بخصوص الملك، وكان يناشد الملك في كل المناسبات، وأشهد أمام الله اني وجدت فيه مواطنا صالحا ورجلا وفيا، كان يضعني في مرتبة لم اكن لأتصورها، أحبه الله وأخذه . ومن قفشاته يذكر بنكيران قوله "ميقد عليك غا الله وجلالة الملك" . وختم بنكيران كلمته: اتصل بي نبيل بنعبد الله وكدنا لا نجد الكلمات لعزاء بعضنا البعض.