في أول مجلس للحكومة ينعقد بعد وفاة وزير الدولة الراحل، عبد الله باها، وفي خضم أجواء طغى عليها الحزن والدموع، كشف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، عن بعض فحوى ما دار بينه وبين الملك محمد السادس من حديث بخصوص وفاة باها قبل أيام قليلة. وأورد رئيس الحكومة، ضمن أشغال المجلس الحكومي اليوم الخميس، بأنه قال للملك محمد السادس "دعني بصفتي مصابا في هذا الأخ لقربي منه، فأنت فقدتَ مواطنا من نوع خاص"، في إشارة إلى الرحيل المفاجئ لوزير الدولة، باها، عن الحياة جراء حادثة قطار مفجعة. وأفاد بنكيران بأن أعضاء الحكومة اقترحوا عليه بأن يظل الكرسي الذي كان يجلس عليه باها، على يمين رئيس الحكومة، شاغرا تقديرا وذكرى لروح الفقيد، غير أنه رفض هذا المقترح النبيل، وطلب من وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، الجلوس عليه، باعتبار أن الحكومة "متضامنة في كل الظروف" وفق تعبيره. وسرد بنكيران، في مستهل المجلس الحكومي، مناقب رفيق دربه الذي غادر الحياة إثر صدم القطار له، مساء الأحد الماضي، في نفس مكان غرق البرلماني أحمد الزايدي، وهي اللحظة التي أثارت شجونا وعواطف لدى عدد من الوزراء، فانخرط بعضهم في البكاء. وبدا عدد من الوزراء، خاصة من حزب العدالة والتنمية، وهو يذرفون الدموع لدى حديث بنكيران عن خصال عبد الله بَاها، ومنهم الوزيرة سمية بنخلدون التي بدت متأثرة كثيرا، بينما أطرق وزراء آخرون رؤوسهم حزنا وأسى، من قبيل وزير الصحة، الحسين الوردي. وقال بنكيران مخاطبا جمع وزراء حكومته "أتفهم حزنكم ومشاعركم في أول لقاء نعقده، بعد فقدان الأستاذ عبد الله باها"، مضيفا "أعتقد أنكم ستتفهمون تأثري وحزني بهذا الحادث الأليم، بعد أن غادرنا واحد منا على دار البقاء" يقول رئيس الحكومة متأثرا برحيل "صندوقه الأسود". واستطرد بنكيران في مداخلته "كل منا عاشره في مراحله مختلفة، وله أعمال مشترك معه"، مضيفا أن "حكومته أدت القسم يوم عين الملك وزراءه على أن يكونوا مخلصين لدينهم ووطنهم وملكهم"، قبل أن يُكمل بأنه يمكن لجميع أعضاء الحكومة أن يوقعوا شهادة مكتوبة بأن باها أوفى بهذا القسم". وناقش مجلس الحكومة، في بدايته، مشروع قانون التصفية برسم السنة المالية 2012، ثم مشروع قانون يقضي بتغيير وتتميم القانون القاضي بإصلاح القرض الشعبي للمغرب، كما تدارس اتفاقا بشأن الاعتراف المتبادل برخص القيادة المغربية والسعودية، بين حكومة المملكة المغربية وحكومة المملكة العربية السعودية.