حجت كل أطياف المشهد السياسي والحقوقي والثقافي والجمعوي والنقابي بالمغرب ورجالات الدولة يتقدمهم الأمير مولاي رشيد، ومستشارو جلالة الملك :عبد اللطيف المنوني، عمر عزيمان، الطيب الفاسي الفهري، وجميع وزراء الحكومة، أمس، لمقبرة الشهداء بالرباط، حيث ووريت جنازة الفقيد عبد الله باها الثرى في محفل مهيب، بعد أن أقيمت على جنازته صلاة الظهر . كما حضر تشييع الجنازة ممثلو الطائفة اليهودية بالمغرب. وقد ووري جثمان الفقيد الثرى بجانب قبر عبد الكريم الخطيب . وقد تلا ابن الفقيد أمين باها نص برقية التعزية التي بعث بها جلالة الملك الى العائلة. وكان جلالة الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، وذلك على إثر وفاة وزير الدولة عبد الله باها في حادث قطار يوم الأحد الماضي . ومما جاء في هذه البرقية « علمنا ببالغ الأسى وشديد التأثر، بالحادث المفجع الذي أودى بحياة المشمول بعفو الله ورضاه، وزير الدولة في حكومة جلالتنا، المرحوم عبد الله باها، تقبله الله في عداد الشهداء والصالحين من عباده، وأسكنه فسيح جنانه». وأعرب جلالة الملك بهذه المناسبة المحزنة، لبن كيران ومن خلاله لكافة أعضاء الحكومة، عن أحر تعازي جلالته ، وأصدق مشاعر مواساته، في هذا المصاب الأليم الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء. وأكد جلالة الملك أن «وفاة الفقيد لا تعد خسارة فادحة لأسرته المكلومة وحدها، وإنما هي رزء جسيم بالنسبة لنا ولحكومة المملكة، لما كان يتحلى به، رحمه الله، من خصال رجل الدولة الكبير، خديما وفيا لجلالتنا، ولما قدمه لوطنه من أعمال جليلة، عند تحمله للمسؤوليات الحكومية أو الوطنية، التي تقلدها بكل حكمة ونزاهة واقتدار ونكران ذات». واستحضر جلالة الملك في هذه البرقية، «بكل تقدير وإكبار، ما خلفه، رحمه الله، من ذكر حسن بين أصدقائه ومعارفه ومحبيه، ومن آثار طيبة من أعماله المبرورة، وما هو مشهود له به من لطف وبساطة وتواضع، وحسن خلق، ومن ثبات على المبادئ، وتشبث مكين بثوابت الأمة ومقدساتها». وتوجه جلالة الملك بالدعاء لله تعالى بأن يوفي الراحل أحسن الجزاء، وأجزل الثواب، عما قدم بين يدي ربه، من صادق العطاء وجليل الأعمال، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه في جنات النعيم، مصداقا لقوله سبحانه «أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاما، خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما». كما بعث الملك محمد السادس ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم عبد الله باها الذي توفي الاحد الماضي على إثر حادثة قطار ببوزنيقة. ومما جاء في هذه البرقية «فقد كان للنبأ المحزن لوفاة فقيدكم العزيز، المرحوم عبد الله باها، الوقع الأليم في نفسنا، أحسن الله قبوله إلى جواره مع الشهداء من عباده المنعم عليهم بجنات النعيم». وأعرب جلالة الملك بهذه المناسبة الأليمة، لأفراد أسرة الفقيد ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم، عن أحر تعازي جلالته وأصدق مواساته، في هذا الرزء الفادح، الذي لا راد لقضاء الله فيه ، سائلا الله تعالى أن يلهمهم الرضا بقضائه وقدره، ويعوضهم عن فقدان الراحل العزيز أحسن العزاء، وجزيل الثواب، والصبر الجميل، وأن يجعلهم من عباده المؤمنين الذين صدق فيهم قوله عز وجل «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون». وقال جلالة الملك «ومما يبعث على العزاء الصادق ما خلفه الفقيد من أعمال مبرورة، ومن ذكر طيب بين كل من عرفوه عن قرب أو تعاملوا معه، حيث كان مثالا للطف والبساطة والصدق والتواضع. كما كان، رحمه الله، نموذجا لرجالات الدولة الذين نهضوا بمسؤولياتهم وأماناتهم، بكل إخلاص ونكران ذات، في وفاء صادق لمقدسات الأمة. وهو ما جعله يحظى بالتقدير والاحترام من لدن الجميع». وأضاف جلالة الملك «وإذ نشاطركم أحزانكم في هذا الظرف العصيب، مؤكدين لكم سابغ عطفنا وموصول عنايتنا، فإننا ندعو الله تعالى أن يتقبل فقيدكم العزيز في عداد الشهداء والصالحين من عباده، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدم بين يدي ربه، من صادق العطاء وجليل الأعمال، وأن يلقيه نضرة وسرورا، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا». من جهته افتتح الفريق الاشتراكي بمجلس النواب اجتماعه الأسبوعي بقراءة الفاتحة، ترحما على روح فقيد المغرب وزير الدولة عبد الله باها. حيث ذكر إدريس لشكر رئيس الفريق الاشتراكي بخصال الرجل، معتبرا رحيل عبد الله خسارة كبرى للمغرب لما لعبه من أدوار في خدمة البلد من داخل البرلمان والحكومة . من جهة أخرى، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء أن التحريات الأولية الجارية بشأن وفاة وزير الدولة عبد الله باها أفضت إلى أن الفقيد كان بصدد عبور خط السكة الحديدية مشيا على الأقدام أثناء مرور القطار رقم 45 المتجه نحو مدينة الرباط. وأوضح بلاغ للوكيل العام للملك، أن سائق القطار استعمل الإشارات الضوئية والمنبه الصوتي لتحذير الفقيد، الذي حاول الرجوع إلى الخلف، غير أن القطار أدركه ورمى بجثته على بعد عدة أمتار من خط السكة الحديدية. وأضاف أن الحادث وقع مساء يوم الأحد 7 دجنبر 2014 بالنقطة الكيلومترية عدد 50 و600 من خط السكة الحديدية الرابط بين الدارالبيضاءوالرباط، مشيرا إلى أن مكان الحادث يقع على بعد أمتار قليلة من القنطرة التي توفي بها يوم 9 نونبر الماضي النائب البرلماني الراحل أحمد الزايدي. وخلص البلاغ إلى أن الأبحاث لا تزال جارية في الموضوع.