توفي الزميل والصحافي حكيم عنكر،في الساعات الأولى من صباح اليوم، بعد صراع مرير مع فيروس كوفيد 19. ونعى الصحافي الراحل، رفاق دربه ومجموعة من المثقفين والإعلاميين، مؤكدين قيمة عطائه وأهمية مسيرته الإبداعية سواء في الصحافة أو الشعر وما أسهم به في عدة مجالات وكتب محمد أحداد، الصحافي بمركز الجزيرة للإعلام الراحل، في تدوينة فيسبوكية، جاء فيها "مثلك لا يموتون صديقي حكيم عنكر.. لا يموتون إطلاقا. أرجوكم تأكدوا من الخبر جيدا، لا يمكن أن يرحل عنكر هكذا دفعة واحدة بضربة غادرة من كورونا اللعين". وأضاف أحداد "حكيم عنكر، رحل هذا الصباح، لكنه سيبقى خالدا بحكمته وقفشاته وسيرته ونضاله. في كل واحد منا ذكرى من حكيم عنكر، في كل واحد منا ابتسامة دكالية معجونة بلكنة ممزوجة برائحة التراب". وزاد قائلا "أتذكر في لقائي الأول معه في اجتماع تحريري في جريدة المساء بمدينة الدارالبيضاء. يومها خاطبت الزميل والكاتب الجميل طاهر حمزاوي بطريقة غير لائقة. التقاني حكيم في "الكولوار"، متلفظا بجملة واحدة: مازلت صغيرا يا محمد، وكي تتعلم يجب ألا تتهور". وتابع "بعدها، صار اللقاء مع عنكر بمثابة نوع من التطهير والاستشفاء، وكان ينصح ليس بثوب القديس الزاهد، بل بروح الرجل الذي يحب فتية صغار ما يزالون يتلمسون خطوهم الأول في مهنة صعبة وفي بلد صعب وفي محيط صعب أيضا". وعاد أحداد إلى النصائح التي قدمها له الراحل قائلا "لن أنسى يوما، أن أول افتتاحية كتبتها "أشباه جيوش وأشباه دول"، أرسلتها له وقدم لي ملاحظات كثيرة، ولن أنسى أيضا أنه وجه لي "عتابا خفيفا" حينما حاورت الكاتب الكبير مبارك وساط. قال بصوت خافت: لم تكن موفقا في العنوان". وأضاف "حينما وصلت للدوحة، كان حريصا جدا أن يلتقيني. لم يتغير حكيم، طيلة ساعتين كان يوصي أن أتخلص من الوزن وإلا سأموت بعد سنتين. قالها بنبرة ساخرة، وهو يحذرني من الرز ومن الطواجن". وختم أحداد تدوينته بالقول "يا حكيم، يا صديقي، يا أيها السند في لحظات الضعف، يا أيها الرجل النبيل، لن نقول لك وداعا.. شاعرا بأفق إنساني، مناضلا مال قلبه جهة اليسار، إنسانا نبيلا، روحا مرحة، صحافيا نزيها، رحل حكيم وهو يحلم (مقتبسة من قصيدته) سننتصر، سننتصر، ضد هذه الرأسمال النتن، ونفرح بدولة الجميع! سننتصر عزيزي حكيم.. رحمة الله عليك